للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسعود- أصح وأشهر وأخص، ولكن وجه مناسبته للترجمة التي ذكرها البخاري فيه نظر، والله أعلم (٣٦٢).

والحديث الثاني أظهر في المناسبة وهو قوله (٣٦٣):

حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عَوَانة، عن مغيرة، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كِنَّته فيسألها عن بعلها فتقول: نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا، ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه، فلَما طال ذلك عليه ذكر للنبي ، فقال: "ألقني به"، فلقيته بعد، فقال: "كيف تصوم؟ ". قلت: كل يوم. قال: "وكيف تختم؟ ". قال: كل ليلة. قال: "صم كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر": قال: قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "صم ثلاثة أيام في الجمعة". قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: "أفطر يومين وصم يومًا". قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: "صم أفضل الصوم، صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرةً"، فليتني قبلت رخصة رسول الله ! وذلك أني كبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرأ يعرضه بالنهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أيامًا وأحصى وصام مثلهن، كراهية أن يترك شيئًا فارق عليه النبي . وقال بعضهم: في ثلاث وفي خمس وأكثرهم على سبع.

وقد رواه في الصوم، والنسائي -أيضًا- عن بُنْدَار، عن غُنْدَر، عن شعبة، عن مغيرة، والنسائي من حديث حصين، كلاهما عن مجاهد، به (٣٦٤).


= إلا بفاتحة الكتاب، وثلاث آيات فصاعدًا" وضعف عمر بن يزيد، وقال: إنه منكر الحديث. وأما طرفه الأول ففي الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط بلفظ " … وآيتين معها". وفيه الحسن بن يحيى الخشني، ضعفه النسائي، والدارقطني، ووثقه دحيم، وابن عدي، وابن معين في رواية، وأورده الهيثمي (٢/ ١١٥). وأخرجه ابن عدي، عن ربيع بن بدر، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن أخيه مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين قال: سمعت النبي، ، يقول: "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، وآيتين فصاعدًا". وضعف الربيع بن بدر، عن البخاري، والنسائي، وابن معين. وأورده ابن عدي (٤/ ١٤٣٦) في ترجمة أبي سفيان طريف بن شهاب - ضعغوه- بلفظ: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب والسورة" قال: ولم يصح. وقال ابن عدي في ترجمته: ولأبي سفيان هذا غير ما أمليت وقد روى عنه الثقات، وإنما أنكر عليه في متون الأحاديث أشياء لم يأت بها غيره، وأما أسانيده فهي مستقيمة.
(٣٦٢) - قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٩/ ٩٥): "وقد خفيت مناسبة حديث أبي مسعود بالترجمة على ابن كثير، والذي يظهر أنها من جهة أن الآية المترجم بها تناسب ما استدل به ابن عيينة من حديث أبي مسعود، والجامع بينهما أن كلا من الآية والحديث يدل على الاكتفاء بخلاف ما قال ابن شبرمة".
(٣٦٣) - البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب: في كم يقرأ القرآن برقم (٥٠٥٢).
(٣٦٤) - البخاري، باب: صوم يوم وإفطار يوم برقم (١٩٧٨)، والنسائي (٩/ ٢٠٤، ٢١٠).