ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض [١] روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار النَّاس يتهارجون [٢] فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة".
ورواه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. وسنذكره أيضاً من طريق أحمد عند قوله تعالى، في سورة الأنبياء: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾.
(حديث [٣] آخر) قال مسلم في صحيحه أيضاً (٩٤١): حدّثنا عبيد [٤] الله بن معاذ بن معاذ العنبري، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن النُّعمان بن سالم قال: سمعت يعقوب بن عاصم ابن عروة بن مسعود الثَّقفيُّ يقول: سمعت عبد الله بن عمرو، وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به؛ تقول: إن الساعة تقوم إليَّ كذا وكذا؟!. فقال: سبحان الله - أو لا إله إلَّا الله، أو كلمة نحوها - لقد هممت أن لا أحدث أحدًا شيئًا أبداً، إنما قلت: إنكم [٥] سترون بعد قليل أمراً عظيمًا: يحرق البيت ويكون ويكون، ثم قال: قال رسول الله،ﷺ: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين - لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهراً أو أربعين عامًا - فيبعث الله تعالى عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث النَّاس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشَّام؛ فلا يبقي على وجه الأرض [أحد في قلبه][٦] مثقال ذرة من خير أو [٧] إيمان إلَّا [٨] قبضته، حتَّى لو أن أحدكم دخل في [٩] كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه". قال: سمعتها من رسول الله، ﷺ، قال: "فيبقي شرار النَّاس في خفة الطير وأحلام السباع؛ لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكرًا، فيتمثل لهم الشَّيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما [١٠] تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان،
(٩٤١) - رواه مسلم في "صحيحه" كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب: في خروج الدجال ومكثه في الأرض حديث (١١٦) (٢٩٤٠)، ورواه في (١١٧) (٢٩٤٠)، والنَّسائيُّ في "الكبرى" كتاب التفسير - باب سورة المزمل حديث (١١٦٢٩) وفى تفسيره رقم (٦٤٩) قالا: حدّثنا محمَّد بن بشار حدثنا محمَّد بن جعفر حدّثنا شعبة عن النعمان بن سالم به.