للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحيى بن حبان الأنصاري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، قال: [قلت له] [١]: أرأيت وضوء عبد اللَّه بن عمر لكل صلاة، طاهرًا كان [٢] أو غير طاهر؛ عمّن هو؟ قال: حدثنه أسماء بنت زيد بن الخطاب، أن عبد اللَّه بن حنظلة [بن أبي عامر] [٣] بن الغسيل، حدثها أن رسول اللَّه كان أمر بالوضوء لكل صلاة، طاهرًا كان أو غير طاهر، فلما شق ذلك على رسول اللَّه أمر بالسواك عند كل صلاة، ووضع عنه الوضوء إِلا من حديث، فكان عبد اللَّه يرى أن به قوّة على ذلك، كان يفعله حتى مات.

وهكذا [٤] رواه أبو داود عن محمد بن عوف [٥] الحمصي، عن أحمد بن خالد الذهبي، عن محمد بن إِسحاق، عن محمد بن يحيى بن [٦] حبان، عن عبد [٧] اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، ثم قال أبو داود: ورواه إِبراهيم [٨] بن سعد، عن محمد بن إسحاق، فقال: عبيد اللَّه بن عمر. يعني: كما تقدم في رواية الإِمام أحمد.

وأيًّا ما كان فهو إِسناد صحيح، وقد صرح ابن إِسحاق فيه بالتحديث والسماع من محمد بن يحيى بن حبان، فزال محذور التدليس، لكن قال الحافظ ابن عساكر: رواه سلمة بن الفضل، وعلى بن مجاهد، عن ابن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن محمد بن يحيى بن حبان به، واللَّه [٩] أعلم.

وفي فعل ابن عمر هذا، ومداومته على إِسباغ الوضوء لكل صلاة، دلالة على استحباب ذلك، كما هو مذهب الجمهور.


= "عبيد اللَّه بن عمر" كذا فى المطرع ولعله وهم من الناسخ ولم أجد من نبه عليه فإن رواية أحمد بن خالد عند أبي داود وغيره عن "عبد اللَّه" المكبر وليس المصغر. والحديث عزاه ابن حجر فى "التلخيص" (١/ ٧٨) إلى ابن حبان ولم أجده فى "الإحسان" المطوع وعزاه له أيضًا ابن اللقن فى "البدر المنير" (٣/ ١٧٠ - ١٧١) فلعله وهم منه تبعه عليه الحافظ فى "التلخيص" فإنه - يرحمه اللَّه - ذكر الحديث فى "الفتح" (١/ ٣١٦) وقال: "أخرجه أبو داود وصححه ابن خزيمة" ولم يعزه لابن حبان فالله أعلم. والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى صحيح أبى داود (٣٨) وفى تعليقه على صحيح ابن خزيمة.