يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران ﵇ فيما ذكر به قومه من [١] نعم الله عليهم وآلائه لديهم، في جمعه لهم خير الدنيا والآخرة، لو استقاموا على [٢] طريقتهم المستقيمة. فقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ﴾ أي: كلما هلك نبي قام فيكم نبي من لدن أبيكم إبراهيم إلى من [٣] بعده، وكذلك كانوا لا يزال فيهم الأنبياء يدعون إلى الله، ويحذرون نقمته، حتى ختموا بعيسى [ابن مريم][٤]﵇، ثم أوحى الله إلى خاتم الأنبياء والرسل على الإطلاق محمد بن عبد الله، المنسوب إلى إسماعيل بن إبراهيم ﵇ وهو أشرف من كل من تقدمه منهم ﷺ.
وقوله: ﴿وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا﴾. قال عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور، عن الحكم أو غيره، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا﴾ قال: الخادم والمرأة والبيت (٢٧٧).
(٢٧٧) - رواه عبد الرزاق فى تفسيره (١/ ١٨٧) ومن طريقه رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ١٦٢) (١١٦٣١)، وذكره السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٤٧٧) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، والحكم بن عتيبة ثقة لكن يرسل ويدلس.