للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس، إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار، [فلما تمادوا في المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار] [١] أخذتهم العقوبات، فمُروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا يقطع رزقًا ولا يقرب أجلاً.

وقال الإِمام أحمد (٥٥٦): حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن المنذر ابن جرير، عن أبيه، قال: قال رسول الله : "ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع، لم يغيروا إلا أصابهم الله منه بعذاب".

تفرد به أحمد من هذا الوجه.

ورواه أبو داود: عن مسدد، عن [٢] أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن المنذر بن جرير، عن جرير، قال: سمعت رسول الله يقول: "ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون أن يغيروا [٣] [عليه فلا] [٤]، يغيرون، إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا" (٥٥٧).


(٥٥٦) - رواه في مسنده (٤/ ٣٦٣) بسنده ومتنه إلا أن الذي في المسند في هذه الرواية "إلا أصابهم الله ﷿ منه بعقاب" بدلا من "بعذاب".
ورواه أحمد (٤/ ٣٦١، ٣٦٦) والطبراني في الكبير (٢٣٧٩) من طريق شريك به، وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف، والمنذر بن جرير قال الحافظ في "التقريب": مقبول. لكن الحديث رواه أبو داود في الملاحم، باب: الأمر والنهي، حديث (٤٣٣٩) وابن ماجه في الفتن، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حديث (٤٠٠٩) وابن حبان (٣٠٠) وأبو يعلى (٧٥٠٨) والطبراني في الكبير (٢٣٨٠ - ٢٣٨٥) والبيهقي في السنن (١٠/ ٩١) من طرق عن أبى إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه قال: سمعت رسول الله يقول فذكره.
وإسناده جيد، عبيد الله بن جرير ذكره البخاري فى التاريخ (٥/ ٣٧٥) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥/ ٣١٠) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب: مقبول، وأما ما يخشى من تدليس أبي إسحاق فيدفعه أن الحديث من رواية شعبة وغيره من الثقات عنه، وشعبة لا يروى عنه إلا ما سمع، والحديث حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (٣٢٣٨).
(٥٥٧) - رواه أبو داود في الملاحم، باب الأمر النهي، حديث (٤٣٣٩) لكن من طريق أبي إسحاق عن ابن جرير عن جرير، ولم يقل "المنذر بن جرير" وانظر الحديث السابق.