للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "يا رب كيف أصنع وأنا وحدي يجتمعون علي". فنزلت: ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾.

ورواه ابن جرير من طريق سفيان - وهو الثَّوري - به.

وقوله تعالى ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ أي: بلغ أنت رسالتي، وأنا حافظك وناصرك، ومؤيدك على أعدائك، ومظفرك بهم، فلا تخف ولا تحزن، فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك.

وقد كان النبي قبل نزول هذه الآية يحرس، كما قال الإِمام أحمد (٥٧٨):

حدَّثنا يزيد، حدَّثنا يحيى، قال [١]: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث: أن عائشة كانت تحدث: أن رسول الله سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه، قالت: فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: "ليت رجلًا صالحًا من أصحابي يحرسني الليلة". قالت: فبينا أنا على ذلك إذ سمعت صوت السلاح، فقال: "من هذا؟ " فقال: أنا سعد بن مالك. فقال: "ما جاء بك؟ " قال: جئت لأحرسك يا رسول الله. قالت: فسمعت غطيط رسول الله في نومه. أخرجاه في الصحيحين من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به.

وفي لفظ: سهر رسول الله ذات ليلة مقدمه المدينة، يعني: على أثر هجرته بعد دخوله بعائشة ، وكان ذلك في سنة ثنتين منها (٥٧٩).


(٥٧٨) - رواه في مسنده (٦/ ١٤٠)، ورواه البخاري في كتاب الجهاد، باب: الحراسة في الغزو في سبيل الله حديث (٢٨٨٥) وفي كتاب التمني، باب: قوله : "ليت كذا وكذا" حديث (٧٢٣١)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب: في فضل سعد بن أبي وقاص حديث (٢٤١٠)، والتِّرمِذي في "المناقب"، باب: مناقب سعد بن أبي وقاص، حديث (٣٧٥٦)، والنَّسائي في "الكبرى" كتاب المناقب، باب سعد بن مالك حديث (٨٢١٧)، وفي كتاب السير، باب: الدعاء للحارس، حديث (٨٨٦٧) من طرق عن يحيى بن سعيد به.
(٥٧٩) - رواه مسلم في "صحيحه" في فضائل الصحابة، باب في فضل سعد بن أبي وقاص حدث (٢٤١٠)، وانظر التخريج السابق.