للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد رواه الدارقطني (١٢) أيضًا عن أَبي هريرة مرفوعًا بنحوه أو مثله، وقال: كلهم ثقات. وروى البيهقي عن علي (١٣) ابن عبَّاس (١٤) وأبي هريرة (١٥) أنهم فسروا قوله تعالى: ﴿سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ بالفاتحة، وأن البسملة هي الآية السابعة منها. وسيأتي تمام هذا عند البسملة.

[وقد روى الأعمش، عن إبراهيم؛ قال: قيل لابن مسعود: لِمَ لَمْ تكتب الفاتحة في مصحفك؟ فقال: لو كتبتها؛ لكتبتها في أول كل سورة (١٦). قال أَبو بكر بن أبي داود - يعني - حيث يقرأ في الصلاة؛ قال: واكتفيت بحفظ المسلمين لها عن كتابتها.

وقد قيل: إن الفاتحة أول شيء أنزل من القرآن، كما ورد في حديث رواه البيهقي (١٧) في دلائل النبوة، ونقله الباقلاني - أحد أقوال ثلاثة، وقيل: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)﴾ كما في حديث جابر (١٨) في


= وذكره ابن حبان في الثقات. وقال في التقريب: تكلم فيه بعضهم (الميزان ١/ ١٩٥، التهذيب ١/ ٢١٢). (١٢) - سنن الدارقطني (١/ ٣١٢)، ورواه الطبراني في الأوسط ٥١٠٢ - (٥/ ٢٠٨)، ورواه البيهقي (٢/ ٤٥)، وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن نوح بن أبي بلال إلَّا عبد الحميد بن جعفر، تفرد به علي بن ثابت.
(١٣) - حديث علي رواه البيهقي (٢/ ٤٥) من حديث أسباط بن نصر، عن السدي، عن عبد خيرٍ، عن علي. وأسباط بن نصر؛ أخرج له مسلم؛ إلَّا أنهم تكلموا فيه. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال أَبو نعيم: ضعيف، أحاديثه عامتها سقط، مقلوب الأسانيد. وإسماعيل السدي أخرج له أيضًا مسلم. وتكلموا فيه، ضعفه ابن مهدي وابن معين، وقال السعدي: كذاب. وأساء السدي القول فيه.
(١٤) - حديث ابن عبَّاس رواه أيضًا البيهقي (٢/ ٤٥) من حديث عبد الملك بن جريج، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس. وعبد العزيز بن جريج والد عبد الملك: قال البخاري: لا يتابع في حديثه.
وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر : لين.
(١٥) - حديث أبي هريرة عند البيهقي (٢/ ٤٥، ٢/ ٣٧٦ - ٣٧٧) من حديث عبد الحميد بن جعفر، عن نوح بن أبي بلال، عن سعيد، عن أبي هريرة به مرفوعًا. وقال: كذلك رواه أَبو بكر الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر؛ قال: ثم لقيت نوحًا فحدثني به، عن سعيد، عن أبي هريرة موقوفًا غير مرفوع. قال البيهقي: وروينا عن علي وابن عبَّاس وغيرهما ما دل على ذلك.
وعبد الحميد بن جعفر: ضعفه القطان والثوري، وقال صاحب الجوهر النقي: وأَبو بكر الحنفي أجل من عبد الحميد بلا شك.
وروى هذه الأثار عبد الرزاق في مصنفه (٢/ ٢٦٠٩)، والطحاوي في المشكل (٢/ ٩٧)، والطبري (١٤/ ٥٤ - ٥٥)، والبيهقي (٢١٤١، ٢١٤٢)، والحاكم (٢/ ٢٥٧)، وابن عبد البر (٢٠/ ٢١٢).
(١٦) - إبراهيم بن يزيد النخعي أحد الأئمة كان يدلس وهو مكثر من الإرسال، وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله، وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود ا هـ (من جامع التحصيل للعلائي).
(١٧) - دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ١٥٨) وقال البيهقي: "فهذا منقطع".
(١٨) - روى البخاري في صحيحه: حدَّثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى =