للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخمر قبل أن تحرم حتى انتشينا [١]، فتفاخرنا؛ فقالت [٢] الأنصار: نحن أفضل، وقالت قريش: نحن أفضل، فأخذ رجل من الأنصار لحي جزور فضرب به أنف سعد ففزره (*)، [وكانت أنف سعد مفزورًا] [٣]، فنزلت [آية الخمر] [٤]: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾.

أخرجه مسلم من حديث شعبة.

(حديث آخر): قال البيهقي (٦٩٧): وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو على الرفاء، حدثنا على بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا ربيعة بن كلثوم، حدثني أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا، فلما أن ثمل القوم عبث بعضهم ببعض، فلما أن [٥] صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ورأسه ولحيته فيقول: صنع بي هذا أخي فلان، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن [٦]، [فيقول: والله لو كان بي رءوفًا رحيمًا ما صنع بي هذا، حتى وقعت الضغائن في قلوبهم] [٧] فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ فقال ناس [٨] من المتكلفين: هي رجس وهي فى بطن فلان وقد قتل يوم أحد. فأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.


(*) أي: شقه. النهاية (٣/ ٤٤٣).
(٦٩٧) - سنن البيهقي (٨/ ٢٨٥، ٢٨٦)، ورواه النسائي في السنن الكبرى (٦/ ٣٣٧) كتاب التفسير، باب: قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ﴾ حديث (١١١٥١) وفي التفسير (١٧١)، وابن جرير في تفسيره (١٠/ ٥٧١) (١٢٥٢٢)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٥٦، ٥٧) (١٢٤٥٩)، والحاكم في المستدرك (٤/ ١٤١، ١٤٢) من طريق ربيعة بن كلثوم عن أبيه به. والحديث صححه الذهبي على شرط مسلم "تلخيص مستدرك الحاكم" وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٢١) وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وزاد السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٥٧) نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه، ويشهد له حديث سعد المتقدم قبل هذا.