للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا رواه عن يزيد، عن همام، عن منصور، عن سالم، عن جابان، عن عبد الله بن عمرو به. وقد رواه أيضًا عن غندر وغيره، عن شعبة، عن منصور، عن سالم، عن نبيط [١] بن شُرَيط، عن جابان، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي قال: "لا يدخل الجنة منان، ولا عاق والديه، ولا مدمن خمر".

ورواه النسائي من حديث شعبة كذلك، ثم قال: ولا نعلم [٢] أحدًا تابع شعبة عن نبيط [٣] بن شريط.

وقال البخاري: لا يعرف [٤] لجابان سماع من عبد الله، ولا لسالم من جابان ولا نبيط.

وقد روي هذا الحديث من طريق مجاهد عن ابن عباس، ومن طريقه أيضًا عن أبي هريرة، فالله أعلم.

وقال الزهري (٧١٤): حدثني أبو بكر بن [عبد الرحمن] [٥] بن الحارث بن هشام، أن أباه


=جابان ولا من نبيط. وقد صوب الحافظ أبو حاتم بن حبان في صحيحه رواية سفيان ومن وافقه على رواية شعبة فقال: اختلف شعبة والثوري في إسناد هذا الخبر فقال الثوري: عن سالم عن جابان، وهما ثقتان حافظان إلاَّ أن الثوري كان أعلم بحديث أهل بلده من شعبة وأحفظ لها منه، ولا سيما حديث الأعمش وأبي إسحاق ومنصور، فالخبر متصل عن سالم عن جابان فمرة روى كما قال شعبة وأخرى كما قال سفيان. وصوب العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند رواية سفيان وصحح إسناده من هذا الطريق فقال: "ولا نكاد نشك بعد هذا في أن شعبة لم يتقن حفظ هذا الإسناد وأن هذا الاضطراب منه لا من الرواة عنه فتخلص لنا رواية الحافظين الثقتين: همام والثوري، عن منصور عن سالم عن جابان عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا كما بينا ولا يؤثر خلاف شعبة لهما، بما زاد من راويين سالم وجابان بأنه اضطرب في ذلك واختلف قوله فلم يتقن ما روى عن منصور" اهـ. وأمَّا العلة الثانية التي ذكرها البخاري من أن سالماً لم يسمع من جابان ولا من نبيط وأن جابان لم يسمع من ابن عمرو فقد ردها الشيخ أحمد شاكر بأن ذكر نبيط في الإسناد خطأ وأن سالم بن أبي الجعد تابعي معروف سمع من الصحابة فلا يحتاج إلى إثبات سماعه من جابان بالتنصيص كما هو بديهى، وهو لو شاء أن يدلسه فيجعل الرواية عن عبد الله بن عمرو مباشرة لما تردد أحد في أنه متصل ولكنه أدى الأمانة حق أدائها فذكر الواسطة بينه وبين ابن عمرو في هذا الحديث بعينه، فمن التجني أن يشك أحد في اتصاله وأن حمله على التدليس!! وأمَّا عن رواية جابان عن ابن عمرو فقد جاء الحديث من وجهين آخرين عن ابن عمرو ذكرهما العلامة أحمد ثاكر. وأيضًا يشهد لهذا الحديث حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب المتقدم قريبًا، والله أعلم.
(٧١٤) - سنن البيهقي (٨/ ٢٨٧، ٢٨٨)، ورواه عبد الرزاق (١٧٠٦٠)، والنسائي=