للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ﴾ قال: "طعامه ما لفظه ميتًا" (٧٤٤).

ثم قال: وقد وقف بعضهم هذا الحديث على أبي هريرة.

حدثنا هناد، حدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة في قوله: ﴿أحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ﴾ قال: طعامه ما لفظه [١] ميتًا (٧٤٥)

وقوله: ﴿مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ﴾ أي: منفعة وقوتًا لكم أيها المخاطبون ﴿وَلِلسَّيَّارَةِ﴾ وهو [٢] جمع سيار، قال عكرمة: لمن كان بحضرة البحر ﴿وَلِلسَّيَّارَةِ﴾ [٣]: وللسفر [٤].

وقال غيره: الطري منه لمن يصطاده من حاضرة البحر، وطعامه ما مات فيه أو اصطيد منه وملح وقدد يكون [٥] زادًا للمسافرين والنائين عن البحر.

وقد رُوي نحوه عن ابن عباس ومجاهد والسدي وغيرهم [٦]. وقد استدل [جمهور العلماء] [٧] على حل ميتة البحر بهذه الآية الكريمة، وبما رواه الإِمام مالك بن أنس (٧٤٦)،


(٧٤٤) - تفسير ابن جرير (١١/ ٧٠) (١٢٧٢٩) وإسناده صحيح رجاله ثقات. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٨٥) ولم يعزه لغير ابن جرير وقد اختلف في هذا الحديث على عمدة بن سليمان فرواه أبو سعيد الأشج عن عبدة به موقوفًا على أبي هريرة. كذا رواه ابن أبي حاتم (٤/ ١٢١١) (٦٨٣٤)، ورواه ابن جرير (١٢٧٣٠) قال حدثنا هناد قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة به موقوفًا، وأحسب أن الاضطراب في هذا الحديث من محمد بن عمرو وهو محمد بن عمرو بن علقمة ابن وقاص الليثي، قال أبو حاتم: صالح الحديث يكتب حديثه، وهو شيخ، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال في موضع آخر: ثقة. لكن روى ابن أبي خيثمة قال: سئل ابن معين عن محمد بن عمرو فقال: ما زال الناس يتقون حديثه. قيل له: وما علة ذلك، قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قلت: وعلى ذلك لا يبعد أن يكون حدث بالحديث مرة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا ومرة عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفًا ولم أجد له متابعًا حتى يتبين لي صوابه.
(٧٤٥) - تفسير ابن جرير (١١/ ٧٠، ٧١) (١٢٧٣٠)، وانظر التخريج السابق.
(٧٤٦) - رواه مالك في الموطأ (٢/ ٧٠٩) كتاب صفة النبي حديث (٢٤) ومن طريقه رواه البخاري=