للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النصارى الملحدين، الكاذبين على الله وعلى رسوله، ومن رد المشيئة فيهم إلى ربه ﷿، فعند ذلك يقول تعالى: ﴿هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾.

قال الضحاك، عن ابن عباس: يقول: [يوم] [١] ينفع الموحدين توحيدهم.

﴿لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ أي: ماكثين فيها لا يحولون ولا يزولون، رضي الله عنهم ورضوا عنه، كما قال تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾.

وسيأتي ما يتعلق بتلك الآية من الحديث.

وقد روى ابن أبي حاتم هاهنا حديثًا [عن أنس] [٢] فقال (٨٥٦): حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا المحاربي، عن ليث، عن عثمان - يعني: ابن عمير أبا [٣] اليقظان - عن أنس قال: قال رسول الله : "ثم يتجلى لهم الرب فيقول: سلوني سلوني أعطكم، قال: فيسألونه الرضا، [فيقول: رضاي أحلكم داري وأنالكم كرامتي. فسلوني أعطكم. فيسألونه الرضا] [٤]، قال: فيشهدهم أنه قد رضي عنهم ".

وقوله: ﴿ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ أي: هذا الفوز الكبير الذي لا أعظم منه، كما قال تعالى: ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾، وكما قال: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾.

وقوله: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ أي: هو الخالق للأشياء المالك لها، المتصرف فيها القادر عليها، فالجميع ملكه وتحت قهره وقدرته وفي مشيئته، فلا نظير له ولا وزير ولا عديل، ولا والد ولا ولد ولا صاحبة، ولا إله غيره، ولا رب سواه.

قال ابن وهب: سمعت حيي بن عبد الله يحدث، عن أبى عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عمر قال: آخر سورة أنزلت سورة المائدة (٨٥٧).


(٨٥٦) - رواه ابن أبى حاتم فى تفسيره (٤/ ١٢٥٦، ١٢٥٧) (٧٠٧٠) وإسناده ضعيف ليث هو ابن أبى سليم ضعيف وشيخه عثمان بن عمير أبو اليقظان الكوفى الأعمى قال الحافظ فى "التقريب" ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو فى التشع.
(٨٥٧) - تقدم تخريجه فى أول السورة.