للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن أبي حاتم (١٣٣): حدثنا أبي، حدَّثنا هشام بن خالد، حدَّثنا الوليد بن مسلم، حدَّثنا الفرات -يعني ابن الوليد- عن مغيث [١] بن سمي، عن تُبَيع -يعني الحميري- في قوله تعالى: ﴿رَبِّ الْعَالمِينَ﴾ قال: العالمين ألف أمّة فستمائة في البحر، وأربعمائة في البر.

[وحكي مثله عن سعيد بن المسيب] [٢]، وقد روي نحو هذا مرفوعًا.

كما قال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى في مسنده: حدَّثنا محمَّد بن المثنى، حدَّثنا عبيد بن واقد القيسي أبو عباد، حدّثني محمَّد بن عيسى بن كيسان، حدثنا محمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قلَّ [٣] الجراد في سنة من سنين عمر التي وليَ فيها فسأل عنه، فلم يخبر بشيء، فاغتم لذلك، فأرسل راكبًا يضرب إلى اليمن [٤] وآخر إلى الشام، وآخر إلى العراق، يسأل هل رُئيَ من الجراد شيءٌ أم لا؟ قال: فأتاه الراكب الذي في قِبَل اليمن بقبضة من جراد فألقاها بين يديه، فلما رآها كبر ثم قال: سمعت رسول الله يقول: "خلق الله ألف أمّة؛ ستمائة في البحر، وأربعمائة في البر، فأوّل شيء [يهلك] [٥]، من هذه الأم الجراد، فإذا هلك تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه" (١٣٤).


(١٣٣) - رواه ابن أبي حاتم ١٦ - (١/ ١٦). وجاء في النسخ وأصل تفسير ابن أبي حاتم "معتب"، وفي كتب الرجال "مغيث". [التاريخ (٨/ ٢٤)، تهذيب الكمال (٢٨/ ٣٤٨)، تهذيب التهذيب (١٠/ ٢٢٨)، الكاشف (٢/ ٢٨٤)].
(١٣٤) - رواه أبو يعلى كما في مسنده - لعله - الكبير، ومن طريقه ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٥٦، ٢٥٧) وكذا ذكره المصنف من طريقه في "البداية والنهاية" (١/ ٣٠). وذكره في مجمع الزوائد (٧/ ٣٢٥)، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٩٩٠) (٦/ ٢٢٤٩) وأبو الشيخ في "العظمة" (٥ / رقم ١٢٨٥) والخطيب في تاريخه (١١/ ٢١٧، ٢١٨) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ١٣، ١٤) - والبيهقي في "الشعب" (٧/ ١٠٣٢، ١٠٣٣) من طريق عبيد بن واقد به، وقال ابن حبان: "وهذا شيء لا شك أنه موضوع ليس هذا من كلام رسول الله ".
وعلته عبيد بن واقد وشيخه، قال المصنف في "البداية": عبيد بن واقد أبو عباد البصري ضعفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وشيخه أضعف منه. قال الفلاس والبخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: لا ينبغي أن يحدث عنه، وضمفه ابن حبان والدارقطني وأنكر عليه ابن عدي هذا الحديث بعينه وغيره والله أعلم".
وضعف إسناد السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٣٦) وتعقب ابن الجوزي في إيراد هذا الحديث في "الموضوعات" فقال في "اللآلئ" (١/ ٨٢) "لم يتهم محمَّد بن عيسى بكذب، بل وثقه بعضهم فيما نقله الذهبي، وقال ابن عدي: أنكر عليه هذا الحديث، وحديث آخر أخرجه أبو الشيخ =