للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالكافرين فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧٥)

لما ذكر تعالى حكم المؤمنين في الدنيا عطف بذكر ما لهم في الآخرة، فأخبر عنهم بحقيقة الإِيمان كما تقدم فى أول السورة، وأنه سبحانه سيجازيهم بالمغفرة والصفح عن الذنوب إن كانت، وبالرزق الكريم وهو الحسن الكثير الطيب الشريف دائم مستمر أبدًا لا ينقطع ولا ينقضي ولا يسأم ولا يمل لحسنه وتنوعه.

ثم ذكر أن الأتباع لهم في الدنيا على ما كانوا عليه من الإيمان والعمل الصالح فهم معهم في الآخرة، كما قال: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ ....... ﴾ الآية، وقال: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ الآية. وفي الحديث المتفق عليه بل المتواتر من طرق صحيحه عن رسول الله أنَّه قال: "المرء من أحب". وفى الحديث الآخر: "من أحب قومًا [فهو منهم". وفي رواية] [١]: "حشر معهم" (٢٤٦).

وقال الإِمام أحمد (٢٤٧): حدَّثنا وكيع، عن شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن جرير؛ قال: قال رسول الله : "المهاجرون والأنصار أولياء بعض لبعض، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة" قال شريك: فحدثنا الأعمَش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، عن النبي مثله.


(٢٤٦) - جاء من حديث أبي قرصافة وجابر، أما حديث جابر فرواه الطبراني في المعجم الكبير (٣/ ١٩) من طريق زياد عن عزة بنت عياض عن أبي قرصافة مرفوعًا بلفظ: "من أحب قومًا حشره الله في زمرتهم"، وفي إسناده من لا يعرف. رواه الخطيب في تاريخه (٥/ ١٩٦) من طريق إسماعيل بن يحيى عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر مرفوعًا بلفظ: "من أحب قويًّا على أعمالهم. حشر يوم القيامة في زمرتهم، فحوسب بحسابهم وإن لم يعمال أعمالهم" وإسماعيل بن يحيى، ضعيف.
(٢٤٧) - المسند (٤/ ٣٤٣).