للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: "ضعوا هذه الآيات في السورة [١] التى يذكر فيها كذا وكذا". فإذا نزلت عليه الآية فيقول: "ضعوا هذه الآية في السورة [٢] التي يذكر فيها كذا وكذا". وكانت الأنفال من أول ما نزل [٣] بالمدينة، وكانت براءة من آخر [ما نزل من] [٤] القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنَّها منها، وقبض رسول الله ولم يبين لنا أنَّها منها، فمن أجل ذلك قرنت [٥] بينهما ولم أكتب بينهما سطر [٦] بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها [٧] في السبع الطول.

وكذا رواه الإمام أحمد، وأَبو داود، والنَّسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرق أخر عن عوف الأعرابي به. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.

وأول هذه السورة الكريمة نزل على رسول الله لما رجع من غزوة تبوك وهم بالحج، ثم ذكر أن المشركين يحضرون عامهم هذا الموسم على عادتهم في ذلك، وأنهم يطوفون بالبيت عراة، فكره مخالطتهم، وبعث أبا بكر الصديق أميرًا على الحج هذه السنة، ليقيم للناس مناسكهم، ويعلم المشركين أن لا يحجوا بعد عامهم هذا، وأن ينادي في الناس ببراءة، فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغًا عن رسول الله لكونه عصبة له، كما سيأتي بيانه.

فقوله تعالى: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ أي: هذه براءة أي: تبرؤ من الله ورسوله


= بل هو عندي ضعيف جدًّا، بل هو حديث لا أصل له. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (١٦٨) وضعيف التِّرمِذي (٥٩٩).
والحديث رواه التِّرمِذي في التفسير برقم (٣٠٨٦)، وقال: حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح.
وأحمد في المسند حديث ٣٩٩، ٤٩٩ - (١/ ٥٧، ٦٩)، وأَبو داود في الصلاة، باب: الجهر بها - يعني: البسملة - برقم (٧٨٦)، والنسائي في السنن الكبرى برقم (٨٠٠٧)، وابن حبان (٤٣)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٢٢١، ٣٣٠)، والبيهقي في سننه (٢/ ٤٢). وزاد السيوطي نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن أبي داود في المصاحف، والنحاس في ناسخه ص (٤٧٧ - ٤٧٨)، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، وابن المنذر.