للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، : "لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون، وفيهم رجل من أهل النار، فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه". غريب.

وقال الأعمش عن أبى إسحاق، عن النعمان بن بشير؛ قال: قال رسول الله، : "إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لمن له نعلان وشراكان من نار جهنم [١]، يغلي منهما دماغه، كما يغلي المرجل، لا يرى أن أحدًا من أهل النار أشدُّ عذابًا منه، وإنه أهونهم عذابًا". أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش (١٨٧).

وقال مسلم أيضًا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن أبي بُكَير [٢]، حدثنا زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله، ، قال: "إن أدنى أهل النار عذابًا يوم القيامة ينتعل بنعلين من نار، يغلي دماغه من حرارة نعليه" (١٨٨).

وقال الإمام أحمد (١٨٩): حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، سمعت أبي، عن أبي هريرة، عنَ النبي، ، قال: "إن أدنى أهل النار عذابًا رجل يجعل له نعلان يغلي منهما دماغه".

وهذا إسناد جيد قوي، رجاله على شرط مسلم، والله أعلم.

والأحاديث والآثار النبوية في هذا كثيرة.

وقال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى﴾، وقال تعالى: ﴿يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾.

وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾ أي: لو أنهم يفقهون ويفهمون لنفروا مع الرسول في سبيل الله في الحر؛ ليتقوا به من حر جهنم


(١٨٧) - صحيح مسلم، كتاب الإيمان برقم (٢١٣). ولم أقف عليه عند البخاري من حديث الأعمش وقد رواه من طرق أخرى انظر حديث (٦٥٦٢).
(١٨٨) - صحيح مسلم، كتاب الإيمان رقم (٢١١).
(١٨٩) - المسند (٢/ ٤٣٨).