للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روي من حديث عمر بن الخطاب نفسه أيضًا بنحو من هذا، فقال الإِمام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس؛ قال: سمعت عمر بن الخطاب، ، يقول: لما توفي [عبد الله بن أبي] [١]، [دُعِيَ رسول الله، ، للصلاة عليه فقام إليه، فلما وقفِ عليه يريد الصلاة، تحولت حتى قمت في صدره، فقلت: يا رسول الله] [٢]، [أَعَلَى عدو اللَّه عبد الله بن أبي] [٣] القائل يوم كذا: كذا وكذا - يعدد أيامه -؟ قال: ورسول الله، ، يتبسم [٤]، حتى إذا أكثرت عليه قال: " أخر عني يا عمر، إني خيرت فاخترت، قد قيل لي: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ لو أعلم أني إن [٥] زدت على السبعين غفر له لزدت". قال: ثم صلى عليه ومشى معه، وقام على قبره حتى فرغ منه، قال: [فعجبت من] [٦] جرأتى على رسول الله، ، والله ورسوله أعلم. قال: فوالله ما كان إلا يسيرًا حتى نزلت هاتان الآيتان ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾. فما صلى رسول الله، ، بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله، ﷿.

وهكذا رواه الترمذي في التفسير من حديث محمد بن إسحاق عن الزهري، به (١٩٥)، وقال: حسن صحيح.

ورواه البخاري (١٩٦)، عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري به، فذكر مثله وقال: "أخر عني يا عمر". فلما أكثرت عليه قال: "إني [٧] خيرت فاخترت، ولو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر [٨] له لزدت عليها". لحال: فصلى عليه رسول الله، ، ثم انصرف، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى نزلت الآيتان من براءة: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾. الآية.


(١٩٥) - المسند (١/ ١٦)، وسنن الترمذي، باب: ومن سورة التوبة برقم (٣٠٩٧).
(١٩٦) - صحيح البخاري، تفسير القرآن رقم (٤٦٧١).