للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلمة: عمرو بن عَنَمة [١] وعبد الله بن عمرو المزني.

وقال محمد بن إسحاق في سياق غزوة تبوك: ثم إِن رجالًا من المسلمين أتوا رسول الله وهم البكاءون، وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم، من بني عمرو بن عوف: سالم بن عمير، وعَلْبة [٢] بن زيد أخو بني حارثة، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب أخو بني مازن بن النجار، وعمرو بن الحمام بن الجموح أخو بني سلمة، وعبد الله بن المغفل المزني، وبعض الناس يقول: بل هو عبد الله بن عمرو المزني، وهَرَميّ [٣] بن عبد الله أخو بني واقف، وعرْباض [٤] بن سارية الفزاري، فاستحملوا [٥] رسول الله، ، وكانوا أهل حاجة، فقال: " ﴿لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا [٦] وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾ (٢١٠).

وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا عمر بن الأودي، حدَّثنا وكيع، عن الربيع، عن الحسن، قال: قال رسول الله، : "لقد خلفتم بالمدينة أقوامًا، ما أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم واديًا، ولا نلتم من عدو نيلًا، إلا وقد شركوكم في الأجر". ثم قرأ: ﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ﴾. الآية.

وأصل [هذا] [٧] الحديث فى الصحيحين (٢١١) من حديث أنس [٨]، أن رسول الله، ، قال: "إن بالمدينة أقوامًا مما قطعتم واديًا، ولا سرتم سيرًا إلَّا وهم معكم". قالوا: وهم بالمدينة؟! قال: "نعم، حبسهم العذر".

وقال الإِمام أحمد (٢١٢): حدَّثنا وكيع، حدَّثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله، : " لقد خلفتم بالمدينة رجالًا، ما قطعتم واديًا، ولا سلكتم طريقًا إلَّا شركوكم في الأجر، حبسهم المرض".


(٢١٠) - السيرة النبوة لابن هشام (٢/ ٥١٨).
(٢١١) - صحيح البخاري رقم (٢٨٣٩)، ولم يروه مسلم من حديث أَنس، وإنَّما رواه من حديث جابر، كتاب الإمارة رقم (١٩١١).
(٢١٢) - المسند (٣/ ٣٠٠) رقم (١٤٢٤٩)، ورواه مسلم في كتاب الجهاد، باب: ثواب من حبس عن الغزو، حديث ١٥٩ - (١٩١١). وابن ماجة في كتاب الجهاد، باب: من حبسه العذر عن الجهاد، حديث ٢٧٦٥.