وقال ابن المبارك، عن ابن لهيعة: أخبرني عمارة بن غزية؛ أن السياحة ذكرت عند رسول اللَّه، ﷺ، فقال رسول اللَّه، ﷺ: "أبدلنا اللَّه بذلك الجهاد في سبيل اللَّه، والتكبير على كل شَرَفٍ" (٢٥٩).
وعن عكرمة أنه قال: هم طلبة العلم. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هم المهاجرون. رواهما ابن أبي حاتم.
وليس المراد من السياحة ما قد يفهمه بعض من يتعبد بمجرد السياحة في الأرض، والتفرد في شواهق الجبال والكهوف والبراري، فإن هذا ليس بمشروع إلا في أيام الفتن والزلازل في الدين، كما ثبت فى صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدرِي: أن رسول اللَّه، ﷺ قال: "يوشك أن يكون خير مال الرجل غنَم يتبع بها شعف [١] الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن" (٢٦٠).
وقال العوفي، وعلى بن أبي طلحة، عن ابن عباس فى قوله: ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾ قال: القائمون بطاعة اللَّه، وكذا قال الحسن البصري، وعنه رواية ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾ قال: لفرائض اللَّه. وفي رواية: القائمون على أمر اللَّه.
﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (١١٣) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤)﴾
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، دخل عليه النبي، ﷺ، وعنده أبو جهل وعبد اللَّه بن أبي أمية، فقال: "أي عم، قل: لا إله إلا اللَّه، كلمة أحاج لك بها عند اللَّه ﷿". فقال أبو جهل، وعبد اللَّه بن أبي أمية: يا أبا طالب،
=: تكلم فيه غير واحد. والعلاء بن الحارث: صدوق رمي بالقدر وقد اختلط.
(٢٥٩) - هذا منقطع، فإن عمارة بن غزية لم يدرك أحدًا من الصحابة.
(٢٦٠) - صحيح البخاري، كتاب الإيمان رقم (١٩).