للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عبد الله ابن الإِمام أحمد (٢٩٤): حدَّثنا روح بن عبد المؤمن، حدَّثنا عمر بن شقيق، حدَّثنا أَبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أَنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، ، أنهم جمعوا القرآن في مصالحف فى خلافة أبي بكر، ، فكان رجال يكتبون ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة ﴿صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ﴾. فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن، فقال لهم أبي بن كعب: إن رسول الله، ، أقرأني بعدها آيتي ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ إلى قوله: ﴿هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾. قال: هذا آخر ما نزل من القرآن [] [١] فختم بما فتح به - بالله الذي لا إله إلَّا هو - وهو قول اللَّه تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي [٢] إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾.

وهذا [٣] غريب أيضًا.

وقال الإِمام أحمد (٢٩٥): حدَّثنا على بن بحر، حدَّثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزُّبَير، ، قال: أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ إلى عمر بن الخطاب، فقال: من معك على هذا؟ قال: لا أدري، والله إني أشهد [٤] لسمعتها من رسول الله، ، ووعيتها وحفظها. فقال عمر: وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله، . ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعوها في آخر براءة.

وقد تقدم [] [٥] أن عمر بن الخطاب هو الذي أشار على أبي بكر الصديق، ، بجمع القرآن، فأمر زيد بن ثابت فجمعه، وكان عمر يحضرهم وهم يكتبون


= (٢/ ٣٣٨). من حديث شعبة، عن يونس بن عبيد، وعلى بن زيد عن يوسف بن مهران، عن ابن عبَّاس به. وقال الحاكم: حديث شعبة عن يونس بن عبيد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٣٦) وقال: "رواه عبد الله بن أحمد. والطبراني، وفيه على بن زيد ابن جدعان، وهو ثقة سيء الحفظ، وبقية رجاله ثقات".
(٢٩٤) - المسند (٥/ ١٣٤) رقم (٢١٣٠٦).
(٢٩٥) - المسند (١/ ١٩٩).