للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبقرة جميعها مدنية بلا خلاف، [وهي من أوائل ما نزل بها، لكن قوله تعالى فيها: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ الآية، يقال: إنها آخر ما نزل من القرآن ويحتمل أن تكون منها، وكذلك آيات الربا من آخر ما نزل، وكان خالد بن معدان يسمي البقرة فسطاط القرآن] [١].

قال بعض العلماء: وهي مشتملة على ألف خبر، وألف أمر، وألف نهي.

وقال العادّون: آياتها مائتان وثمانون وسبع آيات، وكلماتها ستة آلاف كلمة ومائة وإحدى وعشرون كلمة، وحروفها خمسة وعشرون ألفًا وخمسمائة حرف، فالله أعلم.

قال ابن جريج (٤٢): عن عطاء، عن ابن عباس: نزلت بالمدينة سورة البقرة.

وقال خصيف (٤٣): عن مجاهد، عن عبد الله بن الزبير، قال: نزلت [٢] بالمدينة سورة البقرة.

وقال الواقدي (٤٤): حدثني الضحاك بن عثمان، عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، قال: نزلت البقرة بالمدينة. وهكذا قال غير واحد من الأئمة والعلماء والمفسرين ولا خلاف فيه.

وقال ابن مردويه: حدَّثنا محمد بن معمر، حدَّثنا الحسن بن علي بن الوليد الفارسي [٣]، حدَّثنا خلف بن هشام، وحدّثنا عبيس [٤] بن ميمون، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله : "لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذا القرآن كله، ولكن قولوا: السورة [٥] التي يذكر فيها البقرة، والتي يذكر فيها آل عمران، وكذا القرآن كله" (٤٥).


(٤٢) - رواة ابن الضريس (١٨)، وعزاه في الدر المنثور (١/ ١٧) لأبي جعفر النحاس، في الناسخ والمنسوخ، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل من طرقٍ عن ابن عباس، وعطاء الخرساني لم يسمع من ابن عباس.
(٤٣) - خصيف هو ابن عبد الرحمن: ضعيف، والحديث عزاه في الدر المنثور (١/ ١٧) لابن مردويه.
(٤٤) - الواقدي: متروك.
(٤٥) - منكر، والحديث رواه الطبراني في الأوسط برقم (٣٤٥٠ مجمع البحرين)، والبيهقي في شعب الإيمان برقم (٢٥٨٢)، والعقيلي في الضعفاء (٣/ ٤١٨)، وابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٢٥٠) من طريق عُبيس بن ميمون، عن موسى بن أنس، به، وهو في اللآلئ المصنوعة (١/ ٢٣٩)، وقال البيهقي: "عُبيس بن