وقوله: ﴿فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ أي: فهل ينتظر هؤلاء المكذبون لك يا محمَّد؛ من النقمة والعذاب إلا مثل أيام الله في الذين خلوا من قبلهم من الأمم الماضية [١] المكذبة لرسلهم ﴿قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (١٠٢) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ أي: ونهلك المكذبين بالرسل ﴿كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: حقا أوجبه الله تعالى على نفسه الكريمة، كقوله ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾، وكما جاء في الصحيحين عن رسول الله ﷺ أنه قال (١٠٠): " إن الله كتب [٢] كتابًا فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي".
يقول تعالى لرسوله محمَّد ﷺ: قل: يا أيها الناس؛ إن كنتم في شك من صحة ما جئتكم به من الدين الحنيف، الذي أوحاه الله إلى، فها أنا لا أعبد الذين تعبدون من دون الله، ولكن أعبد الله وحده لا شريك له، وهو الذي يتوفاكم كما أحياكم
(١٠٠) - أخرجه البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ … ﴾ (٣١٩٤)، ومسلم، كتاب: التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه (١٤، ١٥، ١٦) (٢٧٥١)، والترمذي، ك: الدعوات، باب: رحمة الله غلبت غضبه (٣٥٣٧)، والنسائي في "النعوت" من الكبرى (٤/ ٧٧٥٠، ٧٧٥١)، وابن ماجه في المقدمة، باب: فيما أنكرت الجهمية (١٨٩)، كتاب: الزهد، باب: ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة (٤٢٩٥)، وأحمد (٢/ ٢٤٢، ٢٥٧، ٢٥٩، وفي مواضع أخر) من حديث أبي هريرة، وانظر [سورة الأنعام/ آية ١٢] و [سورة الأعراف/ آية ١٥٦].