للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي (٩): حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، حدثنا على ابن مُسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن خليفة بن قيس، عن خالد بن عُرفطة قال: كنت جالسًا عند عمر، إذ أتي برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس، فقال له عمر: أنت فلان بن فلان العبدي؟ قال: نعم. قال: وأنت النازل بالسوس؟ قال: نعم. فضربه بقناة معه، قال: فقال الرجل: مالي يا أمير المؤمنين؟ فقال له عمر: اجلس، فجلس. فقرأ عليه ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ إلى قوله ﴿لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ فقرأها عليه ثلاثًا، وضربه ثلاثًا، فقال له الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟ فقال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال؟ قال: مرني بأمرك أتبعه. قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض، ثم لا تَقرأه، ولا تُقرئه أحدًا من الناس، فلئن بلغني عنك أنك قرأته، أو أقرأته أحدًا من الناس لأنهكنك عقوبة. ثم قال له: اجلس. فجلس بين يديه، فقال: انطلقتُ أنا، فانتسخت كتابًا من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم، فقال لي رسول الله، : "ما هذا في يدك يا عمر؟ ". قال: قلت: يا رسول الله، كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا. فغضب رسول الله، ، حتى احمرت وجنتاه، ثم نودي بالصلاة جامعة، فقالت الأنصار: أغضب نبيكم، ؟ السلاح السلاح. فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله، ، فقال: "يا أيها الناس، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي اختصارًا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا [١]، ولا يغرنكم المتهوكون". قال عمر: فقمت


= طريق سفيان به، والبزار (١٢٥ - كشف) من طريق الجعفي عن عبد الله بن ثابت به مختصرا، وذكره الهيثمي في "المجمع" (١/ ١٧٨) وقال: "رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه جابرًا الجعفي وهو ضعيف" وبه أيضًا ضعف إسناده الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٣٣٤).
(٩) - إسناده ضعيف جدًا ولم أقف عليه في المطبوع من "المسند" لأبي يعلى، ومن طريقه اختاره الضياء في "المختارة" (١/ ١١٥)، وأخرجه ابن أبي حاتم (٧/ ١١٣٢٤) والعقيلى في "الضعفاء" (٢/ ٢١) وعلقه الذهبي في "الميزان" (٢/ ١٨٩) من طريق على بن مسهر به مختصرًا. ووهم فيه الضياء: فقال عقبه: "عبد الرحمن بن إسحاق أخرج له مسلم وابن حبان" قلت: وليس كما قال، فإن الذي هنا هو عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي الكوفي أبو شيبة ضعفه غير واحد من الأئمة، كما أشار إلى ذلك المصنف. وأما الذي أخرج له مسلم فهو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث المدني وهو صدوق. ووثقه غير واحد، والحديث ذكره الهيثمي في "المجمع" (١/ ١٨٧، ١٧٨) وقال: رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ضعفه أحمد وجماعة" ثم إن الحديث مُعل أيضًا بخليفة بن قيس، فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ١٩٢) وقال: "يعد في الكوفيين، لم يصح حديثه" وزاد في "الضعفاء الصغير" (ص ٨٤): "وفي حديثه نظر" وزاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور " (٤/ ٥) إلى ابن المنذر ونصر المقدسي في "الحجة".