للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

معاوية بن حَيْدَةَ القشيري أنه قال: قال رسول الله، : "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عُبرت وقعت". ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر، كما ورد في حديث (٢١):، استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها، فإن كل ذي نعمة محسود".

﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦)

يقول تعالى مخبرًا عن قول يعقوب لولده يوسف: إنه كما اختارك ربك، وأراك هذه الكواكب مع الشمس والقمر ساجدة لك ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾ أي: يختارك ويصطفيك لنبوّته ﴿وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ قال مجاهد وغير واحد: يعني تعبير الرؤيا.

﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ﴾ أي: بإرسالك والإيحاء إليك. ولهذا قال: ﴿كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ﴾ وهو الخليل ﴿وَإِسْحَاقَ﴾ ولده، وهو الذبيح في قول، وليس


= عبرت وقعت … " (٣٩١٤) والدارمي (٢١٥٤) وغيرهم من حديث أبي رزين العقيلي - وكذا أورده "المصنف" في كنابه (جامع المسانيد ٣/ ورقة ٧٣) ولم يذكر هذا الحديث في مسند معاوية بن حيدة انظر (٣/ ورقة ١٧٠) - وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وصححه ابن حبان (١٣/ ٦٠٤٩، ٦٠٥٠)، والحاكم (٤/ ٣٩٠) ووافقه الذهبي، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١٢/ ٤٣٢) إذ إن في إسناده وكيع بن حدس - ويقال: عدس - لم يوثقه غير ابن حبان (٥/ ٤٩٦) وقال عنه في مشاهير علماء الأمصار" (٩٧٣): "من الأثبات، وصحح له أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره الحديث المتقدم في (سورة هود/ رقم ٢١) وجهله ابن القطان، وقال الذهبي: لا يعرف، وفي "التقريب": مقبول، والحديث سيذكره إلمصف هنا برقم (٧٢) منسوبًا إلى معاوية بن حيدة أيضًا فالله أعلم.
(٢١) - رُوى هذا الحديث من طرق عن سعيد بن سلام العقار، عن ثور بن يزيد الشامي، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل به مرفوعا، ولا يصح شيء منها، رواه العقيلي في الضعفاء (٢/ ١٠٩)، وابن عدي في الكامل (٣/ ١٠٤)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٩٦)، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١٦٥)، وقال أبو حاتم في العلل (٢/ ٢٥٥) بعد إيراده عن حديث خالد بن معدان، عن النبي بمعناه: حديث منكر، وقال: هذا الحديث لا يعرف له أصل". وروي أيضًا عن حديث على بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وأبي بردة مرسلًا، وأسانيدها ضعيفة جداً؛ لكنه ورد من حديث أبي هريرة بإسناد جوَّده الألبانى في "الصحيحة" (٣/ ١٤٥٣)، فانظر تخريج الحديث ثمة.