للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن ابن عباس، عن النبي، ، قال: "تكلم أربعة وهم صغار … "، فذكر فيهم شاهد يوسف.

ورواه غيره (٥٨) عن حماد بن سلمة، عن عطاء، عن سعيد [بن جبير] [١]، عن ابن عباس أنه قال: "تكلم أربعة وهم صغار؛ ابن ماشطة بنت فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسي بن مريم".

وقال ليث بن أبي سليم، عن مجاهد: كان من أمر الله تعالى ولم يكن إنسيًّا. وهذا قول غريب.

وقوله ﴿فلما رأي قميصه قدّ من دبر﴾ أي: لما تحقق زوجها صدق يوسف، وكذبها فيما قذفته ورمته به ﴿قال إنه من كيدكن﴾ أي: إن هذا البهت واللطخ الذي لطخت عرض هذا الشاب به من جملة كيدكن ﴿إن كيدكن عظيم﴾.

ثم قال آمرًا ليوسف بكتمان ما وقع: ﴿يوسف أعرض عن هذا﴾ أي: اضرب عن هذا الأمر صفحًا، أي: فلا تذكره لأحد ﴿واستغفري لذنبك﴾ يقول لامرأته وقد كان لين العريكة سهلًا، أو أنه عذرها؛ لأنها رأت مالا صبر لها عنه، فقال لها:


= كلهم من طريق عفان بن مسلم به مرفوعًا وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، كذا قالا، وخالف عفان جمع من الثقات فأوقفوه على ابن عباس، فانظر ما بعده.
(٥٨) - أخرجه أحمد (١/ ٣٠٩ - ٣١٠) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (١١/ ١٢٢٨٠) عن أبي عمر الضرير، وأخرجه الطبراني أيضًا (١٢٢٧٩) ومن طريقه اختاره الضياء في "المختارة" (١/ ٢٨٩، ٢٩٠) من طريق أبي عمر الضرير، وآدم بن أبي إياس وأبي نصر التمار، وأخرجه أحمد (١/ ٣٠١)، وأبو يعلي (٤/ ٢٥١٧) - ومن طريقه الضياء (٢٨٨) وابن حبان (٧/ ٢٩٠٤) والبيهقي في "الدلائل" (٢/ ٣٨٩) من طريق هدبة بن خالد، ونسي هدبة أن يسمى أحد الأربعة وهو "صاحب يوسف".
وأخرجه أحمد، وابن حبان (٢٩٠٣) من طريق حسن بن موسى ويزيد بن هارون - ضمن حديث طويل دون قول ابن عباس - كلهم (أبو عمر الضرير، وآدم، وأبو نصر، وهدبة، وحسن، ويزيد) عن حماد بن سلمة، به موقوفًا، ومثل هذا له حكم الرفع، وقد ذكره الهيثمي في "المجمع" (١/ ٧٠) وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط - لم أقف عليه في المطبوع من الأوسط (*) - وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط" قلت: وقد روي عنه حماد بن سلمة قبل الاختلاط؛ كما قال ابن معين وأبو داود والطحاوي وغيرهم، انظر "الكواكب النيرات" لابن الكيال (٣٩) و "تهذيب التهذيب" (٣/ ١٠٣) والحديث صححه ابن حبان والحاكم والضياء - كما تقدم - وصححه أيضًا السيوطي كما =