للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في نبت الدنيا وملكها وغضارتها، واشتاق إلى الصالحين قبله، وكان ابن عباس يقول: ما تمنى نبي قط الموت قبل يوسف، .

وكذا ذكر ابن جرير والسدي عن ابن عباس: أنه أول نبي دعا بذلك، وهذا يحتمل أنه أول من سأل الوفاة على الإسلام، كما أن نوحًا أول من قال: ﴿رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا﴾.

ويحتمل أنه أول من سأل إنجاز ذلك، وهو ظاهر سياق قول قتادة، ولكن هذا لا يجوز في شريعتنا.

قال الإِمام أحمد بن حنبل (١٢٢): حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله، : "لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان ولابد متمنيًا الموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي".

[وأخرجاه في الصحيحين، وعندهما (١٢٣): " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، إمّا محسنًا فيزداد، وإمّا مسيئًا فلعله يستعتب، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي] [١] ".

وقال الإمام أحمد (١٢٤): حدثنا أبو المغيرة، حدثنا معان بن رفاعة، حدثني على بن


(١٢٢) - المسند (٣/ ١٠١) وأخرجه البخاري، كتاب: الدعوات، باب: الدعاء بالموت والحياة (٦٣٥١)، ومسلم كتاب: الذكر والدعاء .. ، باب: كراهة تمني الموت لضر نزل به (١٠) (٢٦٨٠)، والترمذي، كتاب: الجنائز باب: ما جاء في النهي عن التمنى للموت (٩٧١) والنسائي، كتاب الجنائز، باب: تمني الموت (٤/ ٣)، من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم به، وأخرجه أحمد (١٤٠٣٢) (٣/ ٢٨١) وأبو داود، كتاب: الجنائز، باب: في كراهية تمني الموت (٣١٠٨) والنسائي في "الكبرى" (٦/ ١٠٨٩٨) وابن ماجة: كتاب: الزهد، باب: "ذكر الموت والاستعداد له" (٤٢٦٥) من طريقين عن عبد العزيز، به.
(١٢٣) - لم أقف عليه بهذا اللفظ من حديث أنس، وإنما أخرجه البخاري، كتاب: المرضى، باب: تمني المريض الموت (٥٦٧٣)، وكتاب: الفتن، باب: ما يكره من التمني (٧٢٣٥)، والنسائي (٤/ ٢)، وأحمد (٢/ ٣٠٩، ٥١٤) من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "لا يتمنى - وفي رواية يتمنين - أحدكم الموت، إما محسنًا فلعله أن يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب" وهو عند مسلم (١٣) (٢٦٨٢) بمعناه، وانظر الحديث الآتي برقم (١٢٩) وراجع تعليق العلامة أحمد شاكر على هذا الحديث في "المسند" (٧٥٦٨).
(١٢٤) - إسناده ضعيف، المسند (٢٢٣٩٣) (٥/ ٢٦٧) وذكره "المصنف" بنفس الإسناد في=