للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

وقوله ﴿يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ﴾ قال الأعمش، عن أبى صالح، عن أبي هريرة ، عن النبي ﴿وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ﴾ قال: "الدقل والفارسي والحلو والحامض" (١٠). رواه الترمذي وقال: حسن غريب.

أي: هذا الاختلاف في أجناس الثمرات والزروع، في أشكالها وألوانها، وطعومها وروائحها، وأوراقها وأزهارها [١]، فهذا في غاية الحلاوة، وذا في غاية الحموضة، وذا في غاية المرارة وذا عفص، وهذا عذب، وهذا جمع هذا وهذا ثم يستحيل إلى طعم آخر بإذن الله تعالى، وهذا أصفر وهذا أحمر وهذا أبيض وهذا أسود وهذا أزرق، وكذلك الزهورات مع أنها [٢] كلها تستمد من طبيعة واحدة [٣] وهو الماء، مع هذا الاختلاف الكثير الذي لا ينحصر ولا ينضبط، ففي ذلك آيات لمن كان واعيًا، وهذا من أعظم الدلالات على الفاعل المختار، الذي بقدرته فاوت بين الأشياء، وخلقها على ما يريد، ولهذا قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.

﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ


= المنثور" (٤/ ٨٣) إلى الفريابي وسعيد بن منصور، وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.
(١٠) - ضعيف، أخرجه الترمذي، كتاب: تفسير القرآن، باب: "ومن سورة الرعد" (٣١١٧)، وابن جرير (١٦/ ٢٠١٢٦) وأبو يعلى في "المعجم" (٣٠١) وابن عدي في "الكامل" (٣/ ١٢٧٠) والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٩/ ٢٢٦) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٢/ ١٠٩٢) والعقيلي في "الضعفاء (١/ ١٣٢) والمزي في "تهذيب الكمال" (١٢/ ٣٣١) من طريق محمود بن خداش ثنا سيف بن محمد الثوري عن الأعمش به، وسيف بن محمد هذا كذبه يحيى بن معين وأبو داود وتركه النسائي والدارقطني، ولذا قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله وسيف متفق على كذبه، قال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث. وقد تابعه زيد بن أبي أنيسة عن الأعمش به أخرجه ابن جرير (١٦/ ٢٠١٢٧) وابن عدي والعقيلي من طريق سليمان بن عبيد الله الخطاب عن عبيد الله ابن عمرو عن زيد به وقال العقيلي: لم يأت به - يعني لهذا الإسناد - غير سليمان" قلت: وهو ليس بالقوى - كما قال النسائي، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقد أخطأ في هذا الإسناد فقال أبو حاتم في "العلل" (٢/ ٨٠/ ١٧٣٣): "حَدَّث سليمان بهذا الحديث وأنا بالكوفة فلم يقض لي السماع منه ثم رجع عنه، فقال: حدثنا به سيف بن محمد بن أخت سفيان أخو عمار، وسيف ضعيف الحديث"، والحديث زاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٥٨) إلى البزار وإبن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.