للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

للمسلمين وعليك ما عليهم". قال عامر بن الطفيل: أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك؟ قال رسول الله، : "ليس ذلك لك ولا لقومك، ولكن لك أعنة الخيل". قال: أنا الآن في أعنة خيل نجد، اجعل لي الوبر ولك المدر. قال رسول الله : "لا". فلما قفلا [١] من عنده، قال عامر: أما والله لأملأنها عليك خيلًا ورجالًا. فقال له رسول الله، : "يمنعك الله". فلما خرج أربد وعامر، [قال عامر: يا أربد] [٢]، أنا أشغل عنك محمدًا بالحديث فاضربه بالسيف، فإن الناس إذا قتلت محمدًا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية، ويكرهوا الحرب [فنعطيهم الدية] [٣]. قال أربد: أفعل. فأقبلا راجعين إليه، فقال عامر: [يا محمد] [٤] قم معي أكلمك. فقام معه رسول الله، ، فجلسا [٥] إلى الجدار، ووقف معه رسول الله، ، يكلمه، وسل أربد السيف، فلما وضع يده على قائم [٦] السيف يبست يده على قائم السيف، فلم يستطع سل السيف، فأبطأ أربد على عامر بالضرب، فالتفت رسول الله، ، فرأى أربد وما يصنع، فانصرف عنهما، فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله حتى إذا كانا بالحرة -حرة واقم- نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، فقالا: اشخصا يا عدوي [٧] الله لعنكما الله. فقال عامر: مَنْ هذا يا سعد؟ قال: هذا أسيد بن حضير الكتائب [٨]. فخرجا حتى إذا كانا بالرقم، أرسل الله [٩] على أربد صاعقة فقتلته، وخرج عامر حتى إذا كان بالخُرَيمِ [١٠] أرسل الله قرحة فأخذته، فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول، فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول: غدة كغدة الجمل في بيت سلولية. يرغب أن يموت في بيتها، ثم ركب فرسه فأحضره حتى مات عليه راجعًا، فأنزل الله فيهما: ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ قال: المعقبات من أمر الله يحفظون محمدًا ، ثم ذكر أربد وما قتله به، فقال: ﴿وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ﴾ الآية.

وقوله: ﴿وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ﴾ أي: يشكون في عظمته وأنه لا إله إلا هو ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾.


[١]- في خ: "قفا".
[٢]- في خ: "قال أربد: يا عامر".
[٣]- زيادة في ت.
[٤]- ما بين المعكوفتين زيادة من: خ.
[٥]- في الطبراني: فخليا.
[٦]- سقط من: ز.
[٧]- في خ: "عدو".
[٨]- في خ: "العاتب". وفي المعجم الكبير: الكاتب.
[٩]- زيادة من: خ.
[١٠]- في الكبير: بالحر.