للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة، سمع عبد الله بن عمرو، عن النبي قال: "أول ثلة [١] يدخلون الجنة فقراء المهاجرين، الذين تتقى بهم المكاره، وإذا أمروا سمعوا وأطاعوا، وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى سلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره، وإن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها، فيقول: أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي؟ ادخلوا الجنة بغير عذاب ولا حساب وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون: ربنا نحن [نسبح بحمدك] [٢] الليل والنهار، ونقدس لك، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول الرب ﷿: هؤلاء عبادي الذين جاهدوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي. فتدخل عليهم الملائكة من كل باب ﴿سَلَامٌ عَلَيكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.

وقال عبد الله بن المبارك: عن بقية بن الوليد، حدثنا أرطاة بن المنذر، قال: سمعت رجلًا من مشيخة الجند يقال له أبو الحجاج، يقول: جلست إلى أبي أمامة فقال: إن المؤمن ليكون متكئًا على أريكته إذا دخل الجنة، وعنده سِمَاطان من خَدَم، وعند طرف السماطين بابٌ مبوَّبٌ، فيقبل الملك فيستأذن، فيقول أقصى الخدم للذي يليه: ملك يستأذن، ويقول الذي يليه للذي يليه: ملك يستأذن، حتى يبلغ المؤمن، فيقول: ائذنوا، فيقول: أقربهم للمؤمن: ائذنوا له، ويقول الذي يليه للذي يليه: ائذنوا له، [فكذلك] [٣] حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب، فيفتح له فيدخل فيسلم ثم ينصرف. رواه ابن جرير (٧١).

ورواه ابن أبي حاتم: من حديث إسماعيل بن عياش، عن أرطاة بن المنذر، عن أبي الحجاج [٤] يوسف الألهاني، قال: سمعت أبا أمامة فذكر نحوه.


= تكلموا فيه. وقال ابن يونس: كان من حفاظ الحديث؛ وقال مسلمة: حدثنا عنه غير واحد وكان ثقة عالمًا بالحديث (انظر "الميزان" (١/ ٥٣٨) و"اللسان" (١/ ٨١٣)) قلت: وقد توبع، فأخرجه ابن جرير (٤/ ٢١٦ / سورة آل عمران / آية ١٩٥) والحاكم (٢/ ٧١ - ٧٢) والبيهقي في "الشعب" (٧/ ١٠٣٨٠) من طرق عن عبد الله بن وهب به وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٦٢) وقال: "رجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عُشانة وهو ثقة" وأخرجه أحمد (٦٥٧١) (٢/ ١٦٨) ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو عُشَّانة به نحوه، وزاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ١٩٨ / آل عمران / ١٩٨) إلى أبي الشيخ، وانظر ما قبله.
(٧١) - تفسير ابن جرير (١٦/ ٢٠٣٤٤) - والحديث رواه ابن المبارك -كما في "زوائد الزهد" لنعيم بن حماد (٢٣٧) وأبو الحجاج هذا أو أبو الضحاك. لا يعرف حاله.