وفي هذا المعنى روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن عبد العزيز، أبي القاسم المصري الواعظ، سكن أصبهان: حدثنا أبو محمد طلحة بن أسد المرئي [١] بدمشق، أنشدنا أبو بكر الآجري بمكة، قال أنشدنا أحمد بن غزال لنفسه.
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها … متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها … وإن أبى عاد في أكنافها التلف
والقول الأول أولى وهو ظهور الإِسلام على الشرك قرية بعد قرية، [كقوله: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى﴾ الآية، وهذا اختيار ابن جرير][٢].
وقوله: ﴿يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ﴾ أي: أنه تعالى عالم بجميع السرئر والضمائر، وسيجزي كل عامل بعمله (وسيعلم الكافر) والقراءة الأخرى ﴿الْكُفَّارُ﴾ ﴿لِمَنْ عُقْبَى
= "طلحة بن عمرو، قال أحمد: متروك"، وقد اضطرب فيه، فرواه عن عطاء لم ينمُ به إلى ابن عباس، أخرجه وكيع في "الزهد" (٣٩) ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (١/ ١٠٣٠)، لكن أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٣٣٢) من طريق إسماعيل بن عياش عن سلمة بن كلثوم عن عطاء به وسلمة صدوق، شامي ورواية إسماعيل عن أهل بلده من الشاميين صحيحة وأثر ابن عباس زاد نسبته السيوطي (٤/ ١٢٦) إلى عبد الرزاق -ولم أجده في تفسيره- وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في "الفتن"، وابن المنذر وابن أبي حاتم، وأثر مجاهد أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣٣٩) ووكيع (٣٨) - ولفظة وكيع "الموت" دون تقييده وابن جرير (٢٠٥٣٤) وإسناده صحيح إلى مجاهد.