للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث الصور المشهور المروى عن أبي هريرة (٨٠)، [عن النبي، ، أنه قال] [١]: " [يبدل اللَّه الأرض] [٢] غير الأرض والسماوات فيبسطها، ويمدها مد الأديم العُكَاظِيِّ، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، ثم يَزْجُرُ اللهُ الخَلْقَ زَجْرةً فإذا هم في هذه المُبَدلَةِ".

وقوله: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ﴾ أي: خرجت الخلائق جميعها من قبورهم للَّه ﴿الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ أي: الذي قهر كل شيء وغلبه، ودانت له الرقاب، وخضعت له الألباب.

﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٤٩) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (٥٠) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٥١)

يقول تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾ وتبرز الخلائق لديَّانها، ترى يا محمد يومئذ المجرمين: وهم الذين أجرموا بفسادهم وكفرهم ﴿مُقَرَّنِينَ﴾ أي: بعضهم إلى بعض، قد جُمِع بين النظراء [٣] أو الأشكال منهم، كل صنف إلى صنف، كما قال تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾، وقال: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، وقال: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾، وقال: ﴿وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾.

والأصفاد: هي القيود، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير، والأعمش، وعبد الرحمن بن زيد، وهو مشهور في اللغة؛ قال عمرو بن كلثوم:

فآبوا بالثياب وبالسبايا … وأبنا بالملوك مصفدينا

وقوله: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ﴾ أي: ثيابهم التي يلبسونها عليهم [٤] من قطران؛ وهو الذي تهنأ به الإِبل، أي: تطلى، قال [٥] قتادة: وهو ألصق شيء بالنار.

ويقال فيه: قطران بفتح القاف وكسر الطاء وتسكينها [٦]، وبكسر القاف وتسكين


(٨٠) - إسناده ضعيف مضطرب، تقدم تخريجه [سورة الأنعام / آية ٧٣].