وفي حديث الصور المشهور المروى عن أبي هريرة (٨٠)، [عن النبي، ﷺ، أنه قال][١]: " [يبدل اللَّه الأرض][٢] غير الأرض والسماوات فيبسطها، ويمدها مد الأديم العُكَاظِيِّ، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، ثم يَزْجُرُ اللهُ الخَلْقَ زَجْرةً فإذا هم في هذه المُبَدلَةِ".
وقوله: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ﴾ أي: خرجت الخلائق جميعها من قبورهم للَّه ﴿الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ أي: الذي قهر كل شيء وغلبه، ودانت له الرقاب، وخضعت له الألباب.
يقول تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾ وتبرز الخلائق لديَّانها، ترى يا محمد يومئذ المجرمين: وهم الذين أجرموا بفسادهم وكفرهم ﴿مُقَرَّنِينَ﴾ أي: بعضهم إلى بعض، قد جُمِع بين النظراء [٣] أو الأشكال منهم، كل صنف إلى صنف، كما قال تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾، وقال: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، وقال: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾، وقال: ﴿وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾.
والأصفاد: هي القيود، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير، والأعمش، وعبد الرحمن بن زيد، وهو مشهور في اللغة؛ قال عمرو بن كلثوم:
فآبوا بالثياب وبالسبايا … وأبنا بالملوك مصفدينا
وقوله: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ﴾ أي: ثيابهم التي يلبسونها عليهم [٤] من قطران؛ وهو الذي تهنأ به الإِبل، أي: تطلى، قال [٥] قتادة: وهو ألصق شيء بالنار.