للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إلا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)

يخبر تعالى عن كفرهم وعتوِّهم [١] وعنادهم في قولهم ﴿يا أيها الذي نزل عليه الذكر﴾ أي: الذي يدعي [٢] ذلك ﴿إنك لمجنون﴾ أي: في دعائك إيانا إلى اتباعك، وترك ما وجدنا عليه آباءنا ﴿لو ما﴾ أي: هلَّا ﴿تأتينا بالملائكة﴾ أي: يشهدون لك بصحة ما جئت به [إن كنت من الصادقين] [٣]، كما قال فرعون: ﴿فلولا [٤] ألقي عليه أسورة [٥]، من ذهب أو جاء معة الملائكة مقترنين﴾، ﴿وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوًّا كبيرا * يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورًا﴾، وكذا قال في هذه الآية: ﴿ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذًا منظرين﴾.

وقال مجاهد في قوله: ﴿ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذًا منظرين﴾ بالرسالة والعذاب.

ثم قرر تعالى أنه هو الذي أنزل عليه [٦] الذكر وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل.

ومنهم من أعاد الضمير في قوله تعالى: ﴿له لحافظون﴾ على النبي ، كقوله: ﴿والله يعصمك من الناس﴾ والمعنى الأول أولى وهو ظاهر السياق.

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (١١) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣)

يقول تعالى مسلِّيًّا لرسوله في تكذيب من كذبه من كفار قريش: إنه أرسل من قبله في [٧] الأم الماضية، وإنه ما أتى أمة من [٨] رسول [٩] إلا كذبوه واستهزءوا


[١]- سقط من: ت.
[٢]- في ت: "تدعي".
[٣]- ما بين المعكوفتين سقط من: ت.
[٤]- في خ: "لولا".
[٥]- في ز، خ: "أساورة".
[٦]- سقط من: ز، خ.
[٧]- في ز، خ: "من".
[٨]- سقط من: ز، خ.
[٩]- في خ: "رسولا".