للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بني إسرائيل قومي علي أدنى من هذا، فضعُفوا [١] فتركوه [٢]، فأمتك أضعفُ أجسادًا وقلوبًا وأبدانًا وأبصارًا وأسماعًا، فارجع فليخفف عنك ربك، كل ذلك يلتفت النبي إلي جبريل ليشير عليه، ولا يكره ذلك جبريل، فرفعه عند الخامسة فقال: "ياربِّ؛ إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم، فخفف عنا". فقال الجبار: يا محمد، قال: "لبيك وسعديك". قال: إنه لا يبدل القول لديّ، كما فرضت عليك في أمّ الكتاب، كل حسنة بعشر أمثالها، فهي [٣] خمسون فِي أمّ الكتاب، وهي خمس عليك، فرجع إلي موسى فقال: كيف فعلت؟ فقال: "خفَّفّ عنا، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها". فقال موسى: قد والله راودت بني إسرائيل علي [٤] أدنى من ذلك فتركوه، فارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضًا. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "يا موسى، قد -والله- استحييت من ربي مما أختلف إليه". قال: فاهبط باسم الله، قال [٥]: فاستيقظ وهو في المسجد الحرام. هكذا ساقه البخاري في كتاب التوحيد، ورواه في صفة النبي (٤) ، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر عبد الحميد، عن سليمان [بن بلال.

ورواه مسلم (٥) عن هارون بن سعيد عن ابن وهب عن سليمان] [٦] قال، فزاد ونقص، وقدم وأخّر، وهو كما قاله مسلم فإن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر اضطرب في هذا الحديث، وساء حفظه ولم يضبطه، كما سيأتر، بيانه في الأحاديث الأخر.

ومنهم من يجعل هذا منامًا توطئة لما وقع بعد ذلك، والله أعلم.

[وقد قال الحافظ أبو بكر] [٧] البيهقي (٦): في حديث شريك زيادة تفرد بها، علي


(٤) - صحيح البخاري كتاب: المناقب، باب كان النبي تنام عينه ولا ينام قلبه (٣٧٥٠).
(٥) - صحيح مسلم، كتاب: الإيمان، باب: الإسراء برسول الله إلى السماوات، وفرض الصلوات (٢٦١) (١٦٢).
(٦) - في "دلائل النبوة" (٢/ ٣٨٥).