للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقريش، لما كانت [١] في مصعدي [٢] رأيتها في مكان كذا وكذا، وأنها نفرت، فلما رجعت رأيتها عند العقبة، وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا وكذا، ومتاعه كذا وكذا، فقال أبو جهل: يخبرنا بأشياء، فقال رجل من المشركين: أنا أعلم الناس ببيت المقدس، وكيف بناؤه، و [٣] كيف هيئته، وكيف قربه من الجبل، [فإن يك محمد صادقًا فسأخبركم، وإن يك كاذبًا فسأخبركم، فجاء ذلك المشرك فقال: يا محمد، أنا أعلم الناس ببيت المقدس، فأخبرني كيف بناؤه؛ وكيف هيئته؟ وكيف قربه من الجبل؟] [٤] قال: فرُفع لرسول الله بيت المقدس من مقعده، فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته: بناؤه كذا وكذا، وهيئته كذا وكذا، وقربه من الجبل كذا وكذا" فقال الآخر: صدقت!! فرجع إلى أصحابه فقال: صدق محمد فيما قال، أو [نحوه من] [٥] هذا الكلام.

وكذا رواه الإِمام أبو جعفر بن جرير بطوله عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن معمر، عن أبي هارون العبدي، وعن الحسن بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي هارون العبدي به، ورواه أيضًا من حديث محمد بن إسحاق، حدثني روح بن القاسم عن أبي هارون به، نحو سياقه المتقدم.

ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه، عن أحمد بن عبدة، عن أبي عبد الصمد، عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره بسياق طويل حسن أنيق، أجود مما ساقه غيره، على غرابته، وما فيه من النكارة.

ثم ذكره البيهقي أيضًا: من رواية نوح بن قيس الحداني، وهشيم، ومعمر عن أبي هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين، وهو مضعف عند الآئمة.

[] [٦] وإنما سقنا حديثه هاهنا، لما [في حديثه] [٧] من الشواهد لغيره، ولما رواه البيهقي (٣٢): أخبرنا الإمام [٨] أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم البزاز [٩]، حدثنا أبو حامد بن بلال، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: رأيت في النوم رسول الله ، قلت: يا رسول الله؛


(٣٢) - " دلائل النبوة" للبيهقي - (٢/ ٤٠٥).