للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان يحمد الله على طعامه وشرابه ولباسه، وشأنه كله، فلهذا سمي عبدًا شكورًا.

قال الطبراني (٦٥): حدَّثنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو نعيم، حدَّثنا سفيان، عن أبي حصين، عن عبد الله بن سنان، عن سعد بن مسعود الثقفي قال: إنما سُمي نوح عبدًا شكورًا؛ لأنه كان إذا أكل أو شرب حمد الله.

وقد [١] قال الإِمام أحمد (٦٦): حدَّثنا أَبو أسامة، حدَّثنا زكريا بن أبي زائدة، في سعيد بن أبي بردة، عن أَنس بن مالك قال؛ قال رسول الله : "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، أو يشرب الشربة، فيحمد الله عليها".

وهكذا رواه مسلم، والترمذي، والنَّسائي من طريق أَبى أسامة به [٢] وقال مالك عن زيد بن أسلم: كان يحمد الله على كل حال.

وقد ذكر البخاري (٦٧) هنا [٣] حديث أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن رسول الله قال [٤]: "أنا سيد الناس يوم القيامة - بطوله، وفيه: - فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوح، إنك [٥] أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدًا شكورًا،


= تفسيره - (١٥/ ١٩). من طريق سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان موقوفًا فذكره وصححه ابن حبان نقله عنه الحافظ في "الفتح" (٨/ ٣٩٦). وفي الباب عن عدد من الصحابة موقوفًا - انظر الدر المنثور (٤/ ٢٩٤، ٢٩٥).
(٦٥) - أخرجه الطبراني في "الكبير" (٥٤٢٠) (٦/ ٣٢). وأخرجه ابن جرير في تفسيره - (١٥/ ١٩) حدَّثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى وعبد الرحمن قالا: ثنا سفيان به. وذكره الهيثمي "المجمع" (٥/ ٣٢) وقال: "رواه الطبراني وتابعه سعد بن سنان - هكذا سماه سعد وفي المعجم "عبد الله" فلا ندري هل هو وهم أم تصحيف - لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٢٩٤) إلى ابن أبي حاتم.
(٦٦) - أخرجه أحمد (٣/ ١١٧). وأخرجه أيضًا (٣/ ١٠٠). ومسلم في صحيحه -كتاب الذكر والدعاء التوبة والاستغفار، باب: استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب (٨٨) (٢٧٣٤). والتِّرمِذي - كتاب الأطعمة، باب: ما جاء في الحمد على الطعام إذا فرغ منه (١٨١٦). والنَّسائي في الكبرى كتاب الدعاء بعد الأكل، باب: ثواب الحمد لله - (٦٨٩٩) من طرق عن أبي أسامة به.
(٦٧) - أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير، باب: " ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ (٤٧١٢) حدَّثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا أَبو حيان التيمي عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير عن أبي هريرة فذكره.