للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأقول: لا أملك لك شيئًا، قد بلغت (٤٢).

وقال علي بن المديني: هذا حديث حسن الإسناد، إلا أن حفص بن حميد مجهول، لا أعلم روى عنه غير يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي.

قلت: بل قد [١] روى عنه أيضًا أشعث بن إسحاق، وقال فيه يحيى بن معين: صالح. ووثقه النسائي وابن حبان.

وقوله: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ﴾، أي: لعادلون حائرون منحرفون. تقول العرب: نكب فلان عن الطريق: إذا زاغ عنها.

وقوله: ﴿وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ يخبر تعالى عن غلظهم في كفرهم، بأنه لو أزاح علَلَهُم وأفهمهم القرآن، لما انقادوا له، ولاستمروا على كفرهم وعنادهم وطفيانهم. كما قال تعالى: [﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾.

وقال:] [٢] ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَاليتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٧) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٢٨) وَقَالُوا إِنْ هِيَ إلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٢٩)﴾ فهذا من باب علمه تعالى بما لا يكون لو كان كيف كان [٣] يكون.

قال الضحاك: عن ابن عباس: كل ما فيه "لو" فهو مما لا يكون أبدًا.

﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (٧٦) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا


(٤٢) أورده الحافظ في المطالب العلية (٥/ ٣٧٥)، والبوصيري في الإتحاف، وقال: هذا إسناد فيه مقال، حفص بن حميد قال فيه ابن المديني: مجهول، لا أعلم روى عنه غير يعقوب. وقال النسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات، ويعقوب بن عبد الله؛ قال الطبراني: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد ثقات. وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة.
وقال الهيثمي في المجمع (٣/ ٨٥): "رواه أبو يعلى في الكبير والبزار إلا أنه قال: حمل قشعًا مكان سقاء. ررجال الجميع ثقات".