فالحاصل: أن هذا الحديث مداره على ثلاثة من الرواة: الأول نهشل بن مجمع الضبي، وهو ثقة، وثقه الثوري وابن معين وأبو داود، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقد اختلف عليه كما سبق على وجوه فقيل عنه عن قزعة عن ابن عمر، وقيل عنه عن أبي غالب عن ابن عمر، وقيل عنه عن كليهما، وقيل عنه على الشك. - الثاني: أبو سنان، وهو ثقة ثبت، فرواه سويد بن نصر - وهو راوية عبد الله بن المبارك ومن أثبت الناس فيه - عن ابن المبارك عن الثوري عن أبي سنان ضرار بن مرة عن قزعة، وأبي غالب عن ابن عمر موقوفًا عليه، ورواه إسرائيل عن أبي سنان عن أبي غالب - وحده - عن ابن عمر موقوفًا عليه. - الثالث، عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وقد اختلف في حديثه على شيخه، والراجح أنه يحيى بن إسماعيل بن جرير، وهو لين الحديث كما قال الحافظ: وعليه فالحديث من الثلاثة طرق لا يثبت للإضطراب في إسناده، والله أعلم. (١٤) - إسناده ضعيف، موسى بن سليمان بن موسى القرشي فيه جهالة. لم يرو عنه إلا الأوزاعي، قال أبو حاتم: شيخ. وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال الحافظ: مقبول. والحديث أخرجه الحاكم ٢/ ٤١١ من طريق آخر عن الأوزاعي عن موسى بن سليمان به، وقال: "متن شاهده إسناده صحيح والله أعلم" وأقره الذهبي. (١٥) - إسناده حسن إلى السرى؛ عمرو بن عثمان هو ابن سعيد بن كثير بن دينار وثقه غير واحد وقال الحافظ: صدوق. وضمرة هو ابن ربيعة، قال الحافظ: صدوق يهم قليلًا، والسرى بن يحيى هو ابن إياس بن حرملة وثقه جماعة، وقال الأزدي: ضعيف. وخطأه الحافظ في التقريب قائلًا: " … ثقة وأخطأ الأزدي في تضعيفه"، وقال ابن عبد البر: "وهو أوثق من الأزدي بمئة مرة" انظر الميزان (٢/ ٣٠٩٣) وهذا الخبر من بلاغات السرى عن لقمان، ومثله لا يقبل عند أهل النقد، ولا يصح الخبر عن لقمان ومن في طبقته من الأنبياء والصالحين إلا ما كان من قول رسول الله ﷺ عن رب العزة.