للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣)

قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول"سورة البقرة" بما أغنى عن إعادته.

وقوله: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيبَ فِيهِ﴾ أي: لا شك فيه ولا مرية أنه نزل ﴿مِنْ رَبِّ الْعَالمِينَ﴾.

ثم قال مخبرًا عن المشركين: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾، [] [١] أي: اختلقه من تلقاء نفسه، ﴿بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾، أي: يتبعون الحق.

﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (٤) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦)

يخبر تعالى أنه الخالق للأشياء، فخلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش، وقد تقدم الكلام على ذلك.

﴿مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ﴾، أي: بل هو المالك لأزمة الأمور، الخالق لكل شيء، المدبر لكل شيء، القاهر [٢] على كل شيء، فلا ولي لخلقه سواه، ولا شفيع إلا من بعد إذنه.

﴿أفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾، يعني: أيها العابدون غيره، المتوكلون على من عداه، تعالى وتقدس وتنزه أن يكون له نظير أو شريك أو نديد، أو وزير أو عديل، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.

وقد أورد النسائي ها هنا حديثًا (٣) فقال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب، حدثني محمد بن


(٣) النسائي في السنن الكبرى برقم (١١٣٩٢).