للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغسَّان" (١٠).

وهذا أيضًا إسناد جيد وإن كان فيه أبو جَنَاب [١] الكلبي، وقد تكلموا فيه. لكن رواه ابن جرير (١١) عن أبي غريب، عن العنقزيّ، عن أسباط بن نصر، عن يحيى بن هانئ المرادي، عن عمه أو عن أبيه -يشك أسباط- قال: قدم فروة بن مُسَيك على رسول الله ، فذكره.

(طريق أخرى لهذا الحديث)، قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثني ابن لهيعة، عن توبة بن نَمر [٢]، عن عبد العزيز بن يحيى أنه أخبره قال: كنا عند عبيدة بن عبد الرحمن بإفريقية فقال يومًا: ما أظن قومًا بأرض إلا هم من أهلها. فقال علي بن رباح: كلا، قد حدثني فلان أن فروة بن مُسَيك الغُطيفي قدم على رسول الله فقال: بها رسول الله؛ إن سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية، وإني أخشى أن يرتدوا عن الإِسلام، أفأقاتلهم؟ فقال: "ما أمرت فيهم بشيء بعد". فأنزلت هذه الآية: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإ فِي [مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ] [٣]﴾ الآيات، فقال له رجل: يا رسول الله؛ ما سبأ؟ فذكر مثل [هذا الحديث الذي] [٤] قبله؛ أن رسول الله سُئل عن سبأ: ما هو؟ أبلد، أم رجل، أم امرأة؟ قال: "بل رجل، وَلَد عَشَرَة، فسكن اليمن منهم ستة، والشام أربعة، أما اليمانيون فمذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير غير ما حلها. وأما الشام فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة".

فيه غرابة من حيث [٥] ذكر الآية بالمدينة، والسورة مكية كلها، والله [٦] أعلم.

(طريق أخرى)، قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة، حدثني الحسن بن الحكم، حدثنا أبو سبرة النخعي، عن فروة بن مسيك الغطيفي؛ قال: قال رجل: يا رسول الله؛ أخبرني عن [٧] سبأ: ما هو؟ أرض، أم امرأة؟ قال: "ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشره من الولد، فتيامن ستة وتشاءم أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان، وأما الذين تيامنوا فكندة، والأشعريون، والأزد، ومذحج، وحمير، وأنمار". فقال رجل: ما أنمار؟ قال: "الذين منهم خثعم وبجيلة".


(١٠) مسند الإمام أحمد، سبعة مؤسسة قرطبة، حديث (٢٧٨٥٧)، وهو ساقط من باقي النسخ؛ المطبوعة.
(١١) تفسير الطبري (٢٢/ ٧٧).