للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه البزار (٤٧) قال: حدثنا هشام بن يونس، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه] [١] عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي ؛ قال: "العمر الذي أعذر اللَّه فيه إلى ابن آدم ستون سنة". يعني: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ (٤٨).

وأما متابعة ابن عجلان فقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو السفر يحيى بن محمد بن عبد الملك بن قرعة بسامراء، حدثنا أبو عبد الرحمن المقبري، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ؛ قال: قال رسول اللَّه : "من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر اللَّه ﷿ إليه في العمر".

وكذا رواه الإمام أحمد عن أبي عبد الرحمن هو المقرئ به (٤٩).

ورواه أحمد أيضًا، عن خلف عن أبي معشر، عن سعيد المقبُري (٥٠).

(طريق أخرى، عن أبي هريرة) قال ابن جرير: حدثني أحمد بن الفرج أبو عُتْبة الحمْصي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا المطرف بن مازن الكناني، حدثني معمر بن راشد؛ قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن الغفاري يقول: سمعت أبا هريرة؛ يقول: قال رسول اللَّه : "لقد أعذر اللَّه ﷿ في العمر إلى صاحب الستين سنة والسبعين" (٥١).

فقد صح هذا الحديث من هذه الطرق، فلو لم يكن إلا الطريق التي ارتضاها أبو عبد اللَّه البخاري شيخ هذه الصناعة لكفت [٢]. وقول ابن جرير: "إن في رجاله بعض من [٣] يجب التثبت في أمره"، لا يلتفت إليه مع تصحيح البخاري، واللَّه أعلم.

وذكر بعضهم أن العمر الطبيعي عند الأطباء مائة وعشرون سنة، فالإنسان لا يزال في ازدياد إلى كمال الستين، ثم يشرع بعد هذا في النقص والهرم، كما قال الشاعر:


(٤٧) - المسند (٢/ ٤٠٥).
(٤٨) - رواه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الكشاف للزيلعي (٣/ ١٥٥) من طريق سليمان بن حرب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، وربما لم يقل: عن سهل، فذكر نحوه دون الآية، والمحفوظ عن أبي هريرة، .
(٤٩) - المسند (٢/ ٣٢٠).
(٥٠) - رواه أحمد (٢/ ٤٠٥).
(٥١) - تفسير الطبري (٢٢/ ١٤٢).