للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقتله قومه [١].

وقال السدي: كان قَصَّارًا. وقال عمر بن الحكم: كان إسكافًا.

وقال قتادة: كان يتعبد في غار هناك.

﴿قَال يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾، حض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم، ﴿اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا﴾، أي: على إبلاغ الرسالة، ﴿وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ فيما يدعونكم إليه، من عبادة الله وحده لا شريك لي.

﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾، أي: و [٢] ما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لا شريك له، ﴿وَإِلَيهِ تُرْجَعُونَ﴾، أي [٣]: يوم المعاد، فيجازيكم على أعمالكم، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.

﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾، استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع، ﴿إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيئًا وَلَا يُنْقِذُونِ﴾، أي: هذه الآلهة التي تعبدونها من دونه لا يملكون من الأمر شيئًا، فإن الله لو أرادني بسوء ﴿فَلَا [٤] كَاشِفَ لَهُ إلا هُوَ﴾. وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه، ولا ينقذونني مما أنا فيه ﴿إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾، أي: إن اتخذتها آلهة من دون الله.

وقوله: ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ﴾ قال ابن إسحاق -فيما بلغه عن ابن عباس وكعب ووهب:- يقول لقومه: ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ﴾، الذي كفرتم به، ﴿فَاسْمَعُونِ﴾، أي: فاسمعوا قولي.

ويحتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله: ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ﴾، أي: الذي أرسلكم، ﴿فَاسْمَعُونِ﴾، أي: فاشهدوا لي بذلك عنده. وقد حكاه ابن جرير فقال: وقال آخرون: بل خاطب بذلك الرسل، وقال لهم: اسمعوا قولي، لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي، اني آمنت بربكم واتبعتكم.

وهذا الذي حكاه عن هؤلاء أظهر في المعنى، والله أعلم.

قال ابن إسحاق -فيما بلغه عن ابن عباس وكعب ووهب-: فلما قال ذلك وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه، ولم يكن له أحد يمنع عنه.


[١]- في ز، خ: "قوم".
[٢]- سقط من: ز، خ.
[٣]- سقط من: ز، خ.
[٤]- في ز، خ: "لا".