للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا صحيح إلى ابن مسعود، وكذا رَوَى عكرمة (٦٥)، عن ابن عباس أنَّه إسحاق. وعن أبيه العباس (٦٦)، وعلي بن أبي طالب (٦٧) مثل ذلك. وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير، ومجاهد، والشعبي، وعبيد بن عمير، وأَبو ميسرة، وزيد بن أسلم، وعبد اللَّه بن شقيق، والزهري، والقاسم بن أبي بَزَّة [١]، ومكحول، وعثمان بن [٢] حاضر، والسدي، والحسن، وقَتَادة، وأَبو الهذيل، وابن سابط، وهو اختيار ابن جرير، وتقدم روايته عن كعب الأحبار أنَّه إسحاق.

وهكذا روى ابن إسحاق (٦٨) عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزُّهْريّ، عن أبي سفيان ابن [٣] العلاء ابن جارية، عن أبي هريرة، عن كعب الأحبار، أنَّه قال: هو إسحاق.

وهذه الأقوال - والله أعلم - كلها مأخوذة عن كعب الأحبار، فإنه لما أسلم في الدولة العُمَرية جعل يُحدِّث عمر عن كتبه، فربما استمع له عمر فترخص الناس في استماع ما عنده، ونقلوا عنه غَثَّها وسمينها، وليس بهذه [٤] الأمة - والله أعلم - حاجة إلى حرف واحد كما عنده. وقد حكى البغوي هذا القول بأنَّه إسحاق: عن عمر، وعلي، وابن مسعود، والعباس، ومن التابعين: عن كعب الأحبار، وسعيد بن جبير، وقَتَادة، ومسروق، وعكرمة، ومقاتل، وعطاء، والزهري، والسدي قال: وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس.

وقد ورد في ذلك حديث -لو ثبت لقلنا به على الرأس والعين، لكن لم يصح سنده- قال


(٦٥) - رواه ابن جرير (٢٣/ ٨١) والحاكم (٢/ ٥٥٨) من طرق عن داود بن أبي هند عن عكرمة به وهذا إسناد صحيح وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٥٣١) وزاد عزوه إلى الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد.
(٦٦) - يأتي تخريجه.
(٦٧) - رواه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ١٥٢) أنا رجل عن الحجاج بن أرطاة عن القاسبم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل، عن علي به. وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيخ عبد الرزاق وضعف الحجاج بن أرطاة وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٥٣١) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وابن المنذر.
(٦٨) - ومن طريقه ابن جرير في تفسيره (٨١/ ٢٣) وتحرف فيه اسم شيخ ابن إسحاق من (عبد الله بن أبي بكر" إلى "عبد الرحمن بن أبي بكر" ووقع فيه تسمية شيخ الزهري - "العلاء بن حارثة الثقفي" وهو هنا: "أَبو سفيان بن العلاء بن جارية، وكلاهما لم أهتد لترجمته وأظن أن الاسم محرف وصوابه "عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، وهذا مترجم في "التهذيب" ومذكور فيه روايته عن أبي هريرة، ورواية الزُّهْريّ عنه وقد تقدم الخبر مطولًا من طريقه فانظر رقم (٤٨).