للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عَبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود قال: إلياس هو إدريس. وكذا قال الضحاك.

وقال وَهْب بن منبه: هو إلياس بن ياسين [١] بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، بعثه الله في بني إسرائيل بعد حزقيل وكانوا قد عبدوا صنمًا يقال له: "بعل"، فدعاهم إلى الله، ونهاهم عن عبادة ما سواه، وكان قد آمن به ملكهم ثم ارتد، واستمروا على ضلالتهم، ولم يؤمن به منهم أحد. فدعا الله عليهم، فحَبَس عنهم القَطْر ثلاث سنين، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم، ووعدوه [٢] الإيمان به إن هم أصابهم المطر. فدعا الله لهم، فجاءهم الغيث فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر، فسأل الله أن يقبضه إليه. وكان قد نشأ على يديه اليسع بن أخطوب فأمر الياس أن يذهب إلى مكان [٣] كذا وكذا، فمهما جاءه فليركبه [ولا يهبه] [٤]، فجاءته فرس من نار فركب، وألبسه الله النور وكساه الريش، وكان يطير مع الملائكة ملكًا إنسيًّا سماويًّا أرضيًّا. هكذا حكاه وَهْب عن أهل الكتاب، والله أعلم بصحته.

﴿إِذْ قَال لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ﴾؟ أي: ألا تخافون الله في عبادتكم غيره؟ ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ﴾، قال ابن عبَّاس، ومجاهد، وعكرمة، وقَتَادة، والسدي: بعلًا يعني: ربًّا.

قال قَتَادة وعكرمة: وهي لغة أهل اليمن. وفي رواية عن قَتَادة قال: هي لغة أزْد شَنُوءة.

وقال ابن إسحاق: أخبرني بعض أهل العلم أنهم كانوا يعبدون امرأة اسمها "بعل".

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه: هو اسم صنم كان يعبده أهل مدينة يقال لها: "بعلبك"، غربي دمشق.

وقال الضحاك: هو صنم كانوا يعبدونه.

وقوله: ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾، أي: أتعبدون صنمًا؟ ﴿وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (١٢٥) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ أي: هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له.


= إدريس" قال ابن حجر في "الفتح" (٦/ ٣٧٣): "قول ابن مسعود وصله عبد بن حميد وابن أبي حاتم بإسناد حسن عنه .... وقول ابن عبَّاس وصله جويبر في تفسيره عن الضحاك عنه، وإسناده ضعيف، ولهذا لم يجزم به البخاري وكذا لم يجزم بخبر ابن مسعود حيث أن عبيدة بن ربيعة لم يوثقه غير العجلي وابن حبان وقال ابن حجر نفسه "التقريب". "مقبول"!!.