وقال الإِمام أحمد (١٢): حدَّثنا أَبو النضر وأبو كامل [١] قالا: حدَّثنا زهير، حدَّثنا سعد الطائي، حدَّثنا أَبو المدَلِّه -مولى أم المؤمنين- أنَّه [٢] سمع أبا هريرة يقول [٣]: قلنا: يا رسول الله، إنا إذا رأيناك رقت قلوبنا، وكنا من أهل الآخرة، فإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشَممْنَا النساء والأولاد. قال:"لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي، لصافحتك الملائكة بأَكفهُم، ولزارتكم في بيوتكم. ولو لم تُذنبوا لجاء الله بقومٍ يذنبون كِي [٤] يغفر لهم". قلنا: يا رسول الله، حدَّثنا عن الجنَّة، ما بناؤها؟ قال:"لبنَةُ ذهب ولبنَة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفوان، من يدخلها ينعم ولا يَبْأس [٥] ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه من لا يفنى شبابه. ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتَهُم: الإِمام العادل، والصالم حتَّى يفطر، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام، وتفتح لها أَبواب السماوَات، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين". وروى التِّرمِذي، وابنُ ماجة بعضَه، من حديث سعد أبي مجاهد الطائي -وكان ثقة- عن أبي المُدَلِّه وكان ثقة، به.
وقوله: ﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ أي: تسلك [٦] الأنهار بين خلال ذلك، كما يشاءوا وأين أرادوا، ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ أي: هذا الذي ذكرناه وَعْدٌ وعَدَه الله عباده المؤمنين ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾.
(١٢) - المسند (٢/ ٣٠٤)، وأخرجه الحميدي (١١٥٠)، وأحمد (٢/ ٣٠٥، ٤٤٣، ٤٤٥، ٤٤٧)، وعبد بن حميد، والدارمي (٢٨٢٤)، والتِّرمِذي في الدعوات، باب: في العفو، والعافية، حديث (٣٥٩٨)، وابن ماجة في الصيام، باب: في الصائم لا ترد دعوته، حديث (١٧٥٢)، وابن خزيمة (١٩٠١) من طرق عن سعد بن عبيد أبي مجاهد به. والروايات مطولة ومختصرة.