للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله يستمعون القرآن (٥٨).

وروى أبو نعيم (٥٩) من حديث الليث بن سعد عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عمه عن معاذ بن عبيد [١] الله بن معمر قال: كنت جالسًا عند عثمان بن عفان فجاء رجل فقال: يا أمير المؤمنين؛ إني كنت بفلاة من الأرض، فذكر أنه رأى ثعبانين [٢] اقتتلا ثم قتل أحدهما الآخر، قال: فذهبت إلى المعترك، فوجدت حيات كثيرة مقتولة، وإذا ينفح من بعضها ريح المسك، فجعلت أشمها واحدة واحدة، حتى وجدت ذلك من [٣] حية صفراء دقيقة [٤]، فلففتها في عمامتي ودفنتها. فبينا أنا أمشي إذ ناداني مناد: يا عبد الله؛ لقد هديت! هذان [٥] حيان من الجن بنو أشعيبان وبنو أقيش التقوا، فكان من القتل [٦] ما رأيت، واستشهد الذي دفنته، وكان من الذين سمعوا الوحي من رسول الله . قال: فقال عثمان لذلك الرجل: إن كنت صادقًا فقد رأت عجبًا، وإن كنت كاذبًا فعليك كذبك.

فقوله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ﴾ أي: طائفة من الجن ﴿يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا﴾ أي: استمعوا وهذا أدب منهم.


(٥٨) - رواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (٥/ ٣١٢) وقد تحرف في المطبوع من المسند فجعل من رواية أحمد وهو خطأ - والطبراني في الكبير (٨/ ٦٣) رقم (٧٣٤٥) والحاكم في المستدرك (٣/ ٥١٩) والبارودي، وابن مردوية في "التفسير" كما في الإصابة (٢/ ٥٢٧) من طريق مسلم بن قتيبة عمرو بن نبهان عن سلام أبي عيسى، عن صفوان بن المعطل قال: خرجنا حجاجًا فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب فلم تلبث أن ماتت … فذكر القصة وسمى الجنبي "عمرو بن جابر" وإسناده ضعيف عمرو بن نبهان العبدي متروك كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٥).
(٥٩) - دلائل النبوة (ص ٣٠٥) لكن الذي في المطبوع من الدلائل قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا مطلب بن شعيب قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني عبد العزيز سلمة الماجشون عن معاذ بن عبد الله بن معمر قال: كنت جالسًا عند عثمان … الحديث.
وليس في الإسناد ذكر "عم عبد العزيز الماجشون" وقد روى هذا الحديث أبو الشيخ ابن حيان في العظمة رقم (١١٠٠) من طريق يحيى بن كثير قال: حدثني الليث عن عبد العزيز الماجشون عن عمه معاذ بن عبد الله بن معمر قال: كنت عند عثمان فذكره.
ورواه ابن أبي الدنيا في "آكام المرجان" (ص: ٤٣) من طريق آخر عن عبد العزيز به نحوه، ومعاذ بن عبيد الله بن معمر ذكره البخاري في التاريخ (٧ / ت ١٥٦٠) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل =