للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحسن البصري: بعثة محمد من أشراط الساعة. وهو كما قال، ولهذا جاء في أسمائه أنه نبي التوبة، ونبي الملحمة، والحاشر الذي يُحشَر الناس على قدميه، والعاقب الذي ليس بعده نبي.

وقال البخاري (٢١): حدثنا أحمد بن المقدام، حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا أبو حازم [١]، حدثنا سهل بن سعد قال: رأيت رسول الله على الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا -بالوسطى والتي تليها-: "بعثت أنا والساعة كهاتين".

ثم قال تعالى: ﴿فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾ أي: فكيف للكافرين بالتذكر إذا جاءتهم القيامة، حيث لا ينفعهم ذلك. كقوله تعالى: ﴿يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى﴾ ﴿وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد﴾، وقوله: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾: هذا إخبار بأنه لا إله إلا الله، ولا يتأتى كونه آمرًا بعلم ذلك؛ ولهذا عطف عليه بقوله: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾.

وفي الصحيح (٢٢) أن رسول الله كان يقول: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي هَزْلي وجدي، وخَطَئي وعَمْدي، وكل ذلك عندي".

وفي الصحيح (٢٣) أنه كان يقول في آخر الصلاة: "اللهم؛ اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفتُ، وما أنت أعلم به مني، أنت إلهي لا إله إلا أنت".

وفي الصحيح (٢٤) أنه قال: "يا أيها الناس، توبوا إلى ربكم فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة".


(٢١) - صحيح البخاري، كتاب التفسير، حديث (٤٩٣٦)، والحديث تقدم تخريجه في تفسير سورة الأعراف الآية (١٨٧).
(٢٢) - أخرجه البخاري في الدعوات، باب: قول النبي : "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت" حديث (٦٣٩٨، ٦٣٩٩)، ومسلم في الذكر والدعاء، حديث (٢٧١٩) من حديث أبي موسى الأشعري.
(٢٣) - جزء من حديث أخرجه مسلم في صلاة المسافر وقصرها، حديث (٧٧١) من حديث علي بن أبي طالب.
(٢٤) - أخرجه البخاري في صحيحه في الدعوات، باب: استغفار النبي في اليوم والليلة، حديث (٦٣٠٧) من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة.