للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في صدره وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله، لما يرضي رسول الله". وقد رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه. فالغرض منه أنه أخر رأيه ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة، ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من باب التقديم بين يدي الله ورسوله.

قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾، لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة (٢).

وقال العوفي عنه: نهى أن يتكلموا وبين يدي كلامه (٣).

وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول الله بشيء حتى يقضي الله على لسانه (٤).

وقال الضحاك: لا تقضوا أمرًا دون الله ورسوله في [١] شرائع دينكم (٥).

وقال سفيان الثوري: ﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ بقول ولا فعل (٦).

وقال الحسن البصري: ﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾، قال: لا تدعوا قبل الإِمام.


(٢) - أخرجه الطبري (٢٦/ ١١٦)، وابن المنذر، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية كما في الدر المنثور للسيوطي (٦/ ٨٥) من طريق علي أبي طلحة، عن ابن عباس.
قال العلائي في جامع التحصيل: علي بن أبي طلحة؛ قال دحيم: لم يسمع التفسير من ابن عباس.
وقال أبو حاتم: علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مرسل؛ إنما يروى عن مجاهد والقاسم بن محمد.
(٣) - أخرجه الطبري (٢٦/ ١١٦) قال: حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه عن ابن عباس. ومحمد بن سعد لينه الخطيب كما في المغني في الضعفاء (٢/ ٥٨٤). وعطية بن سعد العوفي، قال في التقريب: صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًّا مدلسًا وبقية الإسناد مجاهيل. والحديث ذكره السيوطي في الدر (٦/ ٨٥) وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس .
(٤) - أخرجه الطبري (٢٦/ ١١٦). والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ١٩٥) (١٥١٦) كلاهما من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. وزاد السيوطي في الدر نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه (٦/ ٨٦).
(٥) - أخرجه الطبري (٢٦/ ١١٧) بنحوه.
(٦) - أخرجه الطبري (٢٦/ ١١٧) بنحوه.