للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾، حتى انقضت الآية، ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ﴾ الآية.

وهكذا رواه هاهنا منفردًا به أيضًا.

وقال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده (١٠): حدثنا الفضل بن سهل [١]، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا حصين بن عُمَر، عن مُخارق، عن طارق بن شهاب، عن أبي بكر الصديق قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾، قلت: يا رسول الله، والله؛ لا أكلمك إلا كأخي السّرار.

حصين بن عمر هذا - وإن كان ضعيفًا - لكن قد رويناه من حديث عبد الرحمن بن عوف، وأبي هريرة، بنحو ذلك، والله أعلم.

وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا أزهر بن سعد، أخبرنا ابن عون، أنبأني موسى بن أنس، عن أنس بن مالك أن النبي افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله؛ أنا أعلم لك علْمه. فأتاه فوجده في بيته مُنَكِّسًا رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شرّ، كان يَرْفَعُ صوته فوق صوت النبي ، فقد حبط عمله، فهو من أهل النار. فأتى الرجل النبي فأخبره أنه قال كذا وكذا. قال موسى: فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: "اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة". تفرد به البخاري من هذا الوجه (١١).

وقال الإِمام أحمد (١٢): حدثنا هاشم، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ إلى: ﴿وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾: وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت فقال: أنا


(١٠) - أخرجه البزار (٢/ ١٠٦ مختصر زوائد مسند البزار) برقم (١٥٠٥) من طريق حصين بن عمر، وحصين هذا متروك كما في التقريب. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١١١)، وقال: رواه البزار، وفيه حصين بن عمر الأحمسي، وهو متروك، وقد وثقه العجلي، وبقيه رجاله رجال الصحيح.
(١١) - أخرجه البخاري في كتاب التفسير، في تفسير سورة الحجرات، باب: ﴿لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي﴾ برقم (٤٨٤٦) (٨/ ٥٩٠).
(١٢) - رجاله رجال الشيخين؛ غير هاشم بن القاسم فمن رجال مسلم. والحديث أخرجه أحمد (٣/ ١٣٧) برقم (١٢٤٢١).