للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مزيد؟ " قال: "ويلقى فيها [١]، وتقول: هل من مزيد؟ ويلقي فيها وتقول: هل من مزيد حتى يأتيها ﷿ فيضع قدمه عليها، فتزوَى وتقول: قَدْني، قَدْني! وأما الجنة فيبقى فيها ما شاء الله أن يبقى، فينشئ الله لها خلقًا ما يشاء" (٣١).

حديث آخر، وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدثنا عقبة بن مُكْرم، حدثنا يونس، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حُبَيش، عن أبي بن كعب؛ أن رسول الله ؛ قال: "يعرّفني [٢] الله ﷿ نفسه يوم القيامة، فأسجد سجدة يرضى بها عني، ثم أمدحة مدْحَة يرضى بها عني، ثم يؤذن لي في الكلام، ثم تمر أمتي على الصراط -مضروب بين ظهراني جهنم- فيمرون أسرع من الطرف والسهم، وأسرع من أجود الخيل، حتى يخرج الرجل منها يحبو، وهي الأعمال. وجهنم تسأل المزيد، حتى يضع فيها قدمه، فينزوي بعضها إلي بعض وتقول: قَطْ قَطْ! وأنا علي الحوض". قيل: وما الحوض يا رسول الله؟ قال: "والذي نفسي بيده، إن شرابه أبيض من اللبن، وأحلي من العسل، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحًا من المسك، وآنيته أكثر من عدد النجوم، لا يشرب منه إنسان فيظمأ أبدًا، ولا يصرف فَيَروَى أبدًا، (٣٢). وهذا القول هو اختيار ابن جرير.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو يحيى [٣] الحمّاني عن [نَضْر الخزّاز] [٤]، عن عكرمة، عن ابن عباس ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾؟، قال: ما امتلأت، قال: تقول: وهل فيّ من مكان يزاد في.

وكذا روى الحكم [٥] بن أبان عن عكرمة: ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾: وهل فيّ مدخل واحد؟ قد امتلأت.

قال الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم: أنه سمع مجاهدًا يقول: لا يزال يُقذف فيها حتى تقول: قد امتلأت فتقول: هل من مزيد. وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم


(٣١) - أخرجه أحمد (٣/ ١٣) (١١١١٣) وإسناده ثقات.
قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١١٥): رواه أحمد ورجاله ثقات؛ لأن حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
(٣٢) - ذكره ابن حجر في المطالب العالية (٤/ ٣٨٣) (٤٦٣٥) وعزاه لأبي يعلى من حديث أبي بن كعب.