للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مقاعد النبيين، وَحَفّ تلك [١] المنابر بمنابر [٢] من ذهب، مكللة بالياقوت والزبرجد، عليها الشهداء والصديقون، فجلسوا من ورائهم على تلك الكثُب، فيقول الله-﷿: أنا ربكم، قد صَدَقتكُم وعدي، فسلوني أعطكم. فيقولون: ربنا؛ نسألك رضوانك، فيقول: قد رَضِيتُ عنكم، ولكم عَلَيّ ما تمنّيتم، ولديّ مزيد. فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه [٣] ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش، وفيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة (٤١).

هكذا أورده الإِمام الشافعي في كتاب الجمعة من "الأم"، وله طرق عن [٤] أنس بن مالك : وقد أورد ابن جرير هذا من رواية عثمان بن عمير، عن أنس بأبسط من هذا (٤٢)، وذكر ها هنا أثرًا مطولًا عن أنس بن مالك موقوفًا وفيه غرائب كثيرة (٤٣).

وقال الإِمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دَرّاج عن [أبي الهيثم] [٥]، عن أبي سعيد، عن رسول الله ؛ قال: "إن الرجل في الجنة ليتكئ [٦] في الجنة سبعين سنة [قبل أن يتحول] [٧] ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكَبِه، فينظر وجْهَه في خَدّها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضئ ما بين المشرق والمغرب؛ فتسلم عليه، فيرد السلام، فيسألها: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد. فإنّه ليكون عليها سبعون حلة، أدناها مثل النعمان، من طوبى، فينفذها بَصَره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن عليها من التيجان، إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب" (٤٤).

وهكذا رواه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث [٨] عن دراج به.


(٤١) - أخرجه الشافعي في مسنده (ص ٧٠ - ٧١)، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
(٤٢) - أخرجه الطبري في تفسيره (٢٦/ ١٧٥) وفيه عثمان بن عمير وهو ضعيف.
(٤٣) - أخرجه الطبري (٢٦/ ١٧٣ - ١٧٤).
(٤٤) - أخرجه أحمد (٣/ ٧٥) (١١٧٣٢) وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف، وفي رواية دراج عن أبي الهيثم أيضًا ضعف. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٤٢٢): رواه أحمد، وأبو يعلى (١٣٨٦) وإسنادهما حسن.