للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أن يضروك بشيء، لم يكتبه الله عليك، لم يضروك. جفت الأقلام وطويت الصحف" (٦٦).

وقال الإمام أحمد: حدثنا الحسن بن سوار، حدثنا الليث، عن معاوية، عن أيوب بن زياد، حدثني عُبَادة بن الوليد بن عُبَادة، حدثني أبي قال: دخلتُ على عبادة وهو مريض أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبتاه، أوصني واجتهد لي. فقال: أجلسوني. فلما أجلسوه قال: يا بني، إنك لم تَطْعَم طَعْم الإِيمان، ولم تبلغ حَقّ حقيقة العلم بالله، حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. قلت: يا أبتاه، وكيف لي أن اعلم ما خيرُ القدر وشره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. يا بني، إني سمعت رسول الله يقول: "إن أول ما خلق الله القلم. ثم قال له: اكتب. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة". يا بني، إن متّ ولستَ على ذلك دخلتَ النار (٦٧).

ورواه الترمذي عن يحيى بن موسى البلخي، عن أبي داود الطيالسي، عن عبد الواحد بن سليم، عن عطاء بن أبي رباح، عن الوليد بن عبادة، عن أبيه (٦٨). أو [١] قال: حسن صحيح غريب.

وقال سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي بن خراش، عن رجل، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله : "لا يؤمن عبد [٢] حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، بعثني بالحق [ويؤمن بالموت] [٣]، ويؤمن بالبعث بعدى الموت، ويؤمن بالقدر خيره وشره". وكذا رواه الترمذي من حديث النضر بن شميل، عن شعبة، عن منصور، به. ورواه من حديث أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن علي فذكره (٦٩) وقال: هذا عندي أصح.


(٦٦) - أخرجه أحمد (٤/ ٢٣٣) (٢٦٦٩). والترمذي في كتاب: صفة القيامة، باب: ولكن يا حنظلة ساعة وساعة، حديث (٢٥١٨) (٧/ ٢٠٣ - ٢٠٤). كلاهما من طريق ليث بن سعد عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس به.
(٦٧) - أخرجه أحمد (٥/ ٣١٧) (٢٢٨٠٨). وهو حديث حسن.
(٦٨) - أخرجه الترمذي في كتاب: القدر، باب: (١٧)، حديث (٢١٥٦). وفي إسناده عبد الواحد بن سليم: ضعيف. قال الترمذي: وهذا حديث غريب. وقد أخرجه أبو داود مختصرًا برقم (٤٧٠٠) من طريق آخر، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (٣٩٣٣).
(٦٩) - أخرجه الترمذي في كتاب: القدر، باب: ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره، حديث =